لازالت الأزمة بين الجزائر، وحليفتها الأوروبية السابقة، فرنسا، مستمرة، إذ اختارت باريس أن تصعر الخد لقصر المرادية، خصوصًا بعد أن اختارت الجزائر حلفاء جدد لها، أدخلتهم المنطقة، يتمثلون في روسيا، والصين، وتركيا. وجاء رد فرنسا سريعًا على التحركات الجزائرية الأخيرة، إذ اختارت باريس أن تُخفض من عدد التأشيرات، التي تصدرها لمواطني الجزائر، ودول عربية أخرى في شمال إفريقيا. وغالبا ما كانت العلاقات بين باريس، والجزائر متوترة، لكنها لم تصل يوما إلى المستوى المتدني، التي وصلته، خلال الأيام الأخيرة. رفض الاعتراف بجرائم الاستعمار ورفضت فرنسا الاعتراف بالأعمال، التي قامت بها في الجزائر خلال فترة الاستعمار، التي فاقت 100 سنة، بينما تصر الجزائر على نزع اعتراف من فرنسا، على ما تصفه ب"الجرائم، التي ارتكبها شارل ديغول" في الجزائر القرن الماضي. وأفادت تقارير إعلامية لوكالة فرانس بريس الفرنسية أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أبلغ أحفاد حرب استقلال الجزائر 1954-1962 أن الجزائر يحكمها "نظام سياسي عسكري أعاد كتابة تاريخها بالكامل". وتصريحات ماكرون أغضبت الجزائر، الأمر الذي دفع مكتب الرئيس الجزائري إلى القول إن التصريحات، التي لم يتم إنكارها هي "تدخل" في الشؤون الداخلية للبلاد. وقال تبون لوسائل إعلام محلية إن عودة السفير الجزائري إلى فرنسا "مشروطة باحترام كامل للدولة الجزائرية". وأضاف عن تاريخ الجزائر، وماضي الاستعمار الفرنسي: "لا يمكننا أن نتصرف، وكأن شيئا لم يحدث". واليوم، خرج وزير المجاهدين الجزائري، العيد ربيقة، ليقول إن الجزائر لن تتراجع عن مطلب اعتراف فرنسا بجرائمها الاستعمارية، وذلك وفاء لتضحيات الشهداء والمجاهدين من أجل الاستقلال. رد تبون في أول تعليق له على الأزمة الحالية، طالب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، فرنسا ب"الاحترام الكامل" لبلاده، في أحدث تصعيد للخلاف الدبلوماسي بين البلدين، بسبب تأشيرات السفر. وقال تبون، في رده، إنه "على فرنسا أن تنسى أن الجزائر كانت مستعمرة لها في يوم من الأيام". واستدعت الجزائر، الأسبوع الماضي، سفيرها من باريس، بسبب تصريحات لماكرون تهاجم الدولة الجزائرية. وفي اليوم التالي، قال الجيش الفرنسي إن "الجزائر منعت الطائرات العسكرية الفرنسية من التحليق فوق أراضيها". متابعة