لم تهدأ بعد الأزمة التي أثارها الملصق الإعلامي الذي كانت إدارة الجمارك المغربية قد عمدت إلى تعليقه في مرافق المركز الحدودي مع مليلية بني نصار، والذي يصف مدينة مليلية بما يؤمن به كل المغاربة أي أنها مدينة “سليبة”. وهكذا فقد قررت وزارة الخارجية الإسبانية بلأمس حسب مصادر إعلامية إسبانية، التحرك لدى السلطات المغربية ورسمت اتجاهين لتدخلها الدبلوماسي. فقد أصدرت أمرها إلى القنصل الإسباني لتحديد موعد مع عامل مدينة الناظور تهامي العاقل لحثه بشكل رسمي على إزالة الملصق ومحاولة تفادي حوادث مستقبلية كهذه. وإذا لم تفد هذه الخطوة، فستتدخل المصالح الدبلوماسية على مستوى العاصمة الرباط بشكل رسمي لدى الحكومة المغربية لمطالبتها بإزالة الملصق. ويذكر أن حكومة خوسي لويس رودريغث ثاباطيرو تخضع لضغط متواصل من طرف الحزب الشعبي وسلطات مدينة مليلية للتدخل لدى الحكومة المغربية بقصد حملها على سحب ما وصفه النائب المليلي عن الحزب الشعبي أنطونيو غوتيرث بأنه “مس بالسيادة الإسبانية وخرق لمبدإ حسن الجوار”. وقد كانت الحكومة الإسبانية قد ردت على الحملة الشعبية، حيث أكد مفوضها في مدينة مليلية غرغوري إسكوبارأن إدارته قد أعلمت المصالح القنصلية الإسبانية بالمغرب بعد علمها بحكاية الملصق، وأكد بأن القنصلية الإسبانية بالناظور ستطالب المغرب بنزع الورقة المذكورة “مشيرا إلى أنه يتفهم ويشارك المليليين استياءهم اتجاه هذا التصرف”. وانتقد المفوض الحكومي الحزب الشعبي والحكومة المليلية لمحاولتهم تضخيم المشكل وتحويله إلى أزمة دبلوماسية، مشيرا إلى أن مشكلا كهذا ينبغي حله على المستوى المحلي، مضيفا بأن تضخيم المشكلة “هو سقوط في فخ أولئك الذين قاموا بتعليق الورقة الإعلامية”، وأشاد إسكوبار بتصرف إدارته التي قامت بإشعار السلطات القنصلية الإسبانية بما حصل.