ردّت وزيرة الدفاع الإسبانية، مارغاريتا روبليس، في حوار مصور، أمس الثلاثاء، على التقارير الإعلامية التي نشرتها الصحافة الإسبانية بشأن الصفقة المغربية التركية لحصول المغرب على 13 طائرات "درون" عسكرية من تركيا لمراقبة حدود سبتة ومليلية، حيث أعربت عن الموقف الإسباني من هذه الصفقة. وحسب مصادر إعلامية إسبانية، فإن روبليس التي تحدث في حوار مصور مع وكالة الأنباء "أوروبا بريس"، قالت بأن إسبانيا لن تعمل على تغيير استراتيجيتها الأمنية بشأن سبتة ومليلية كرد فعل على توجه المغرب لوضع قواعد خاصة بطائرات "درون" عسكرية بضواحي المدينتين. وأضافت ذات المتحدثة، في نبرة تُطمئن من خلالها الإسبان، بأن إسبانيا هي عضو في حلف "الناتو" وتحت مظلة الاتحاد الأوروبي، وبالتالي لا يوجد أي تهديد عليها من طرف التسلح المتصاعد للمغرب، نافية أن تقوم إسبانيا بتغيير استراتيجيتها الأمنية المتعلقة بكل من سبتة ومليلية. ويأتي هذا التصريح من وزيرة الدفاع الإسبانية بعدما انتشرت تقارير إعلامية على نطاق واسع في إسبانيا تتحدث عن بداية التفوق المغربي في مجال التسلح العسكري، وتوجهه لوضع قواعد عسكرية خاصة بالطائرات المسيرة عن بعد على حدود كل من مليلية وسبتة المحتلتين، وهو ما يشكل تهديد عليهما وفق التقارير المذكورة. وكان المغرب قد أعلن بأن الصفقة التي أبرمها مع تركيا من أجل الحصول على 13 طائرة درون من نوع "Bayraktar TB2" بكافة معداتها، بقيمة تصل إلى 65 مليون دولار، الهدف منها استخدامها في مجال محاربة الهجرة السريت وتهريب المخدرات. وتعرف حدود سبتة ومليلية معا محاولات متكررة لتهريب البشر، إضافة إلى محاولات مستمرة لتهريب المخدرات، سواء إلى المدينتين انطلاقا من التراب المغربي، أو عبر حدوديهما نحو إسبانيا، وبالتالي فإن محاربة هاتين الظاهرتين تتطلب معدات متطورة، مثل الطائرات المسيرة عن بعد للمراقبة والرصد وتحديد أماكن تواجد الشبكات الإجرامية. ويبدو أن تصريح وزيرة الدفاع الإسبانية يدخل في إطار التصريحات الديبلوماسية للمسؤولين الإسبان التي تهدف إلى تجنب التصعيد مع المغرب، من أجل تجاوز الخلاف الذي حدث بين الطرفين، بعد إفتضاح أمر إسبانيا باستقبال زعيم جبهة "البوليساريو" الإنفصالية بتنسيق مع الجزائر في أبريل الماضي، وهو ما دفع بالرباط لإيقاف علاقاتها الديبلوماسية مع مدريد. وأدت الأزمة الديبلوماسية إلى إعفاء وزيرة الخارجية الإسبانية أرانشا غونزاليز لايا، في التعديل الحكومي الأخير الذي قام به بيدرو سانشيز في الأسابيع الماضية، وتم تعويضها بخويسي مانويل ألباريس الذي وصف المغرب في أول تصريح رسمي له بعد توليه منصبه الجديد ب"البلد الصديق والجار العظيم".