يثير المغرب توجس أصحاب القرار في إسبانيا، وفق ما كشفت عنه مصادر إعلامية إسبانية، من اختياره لنطقتين قريبتين من حدود مليلية وسبتة المحتلتين، لوضع قاعدتين خاصتين بطائرات "دورن" عسكرية من صنع تركي، تتميز بتطورها في مجال المراقبة واستقراء الأهداف بدقة. ويتعلق الأمر بطائرات "Bayraktar TB2" بدون طيار من صنع شركة "بايكار" التركية، حيث سبق أن طلب المغرب 13 وحدة من هذا النوع المتطور من "الدرون" العسكرية، بقيمة تفوق 60 مليون دولار أمريكي، لتعزز الأسطول الحربي المغربي من الطائرات المسيرة، إلى جانب طائرات مسيرة اقتناها من الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل. واختار المغرب قاعدة العروي بالناظور، في حين من المتوقع أن يختار قاعدة أخرى بين طنجة وتطوان لتكونا معا قاعدتين لرسو وانطلاق هذا النوع من الطائرات المسيرة عن بعد، في مسافة لا تتعدى بضعة كيلومترات من حدود مليلة وحدود سبتة. وكشفت الصحافة الإسبانية، أن التوجس الإسباني يبقى قائما، بالرغم من أن مصادر مغربية مقربة من الجيش، تحدثت عن أن وضع هذه الطائرات بحدود مليلية وسبتة، يأتي بهدف مراقبة الهجرة السرية، وتهريب المخدرات، من أجل التصدي لاستفحال هاتين الظاهرتين، باعتبار أن تهريب المهاجرين والمخدرات يشهدان نشاطا مكثفا بهذه المناطق. وتتميز هذا الطائرة بقدرتها على حمل أوزان تصل إلى 150 كيلوغرام، إضافة إلى التحليق لمدة 24 ساعة كاملة دون توقف. كما أنها تتميز بمعدات المراقبة والرصد الليلي وضرب الأهداف بدقة عالية، وفق ما أعلنته الشركة في تفاصيل هذه الطائرة المنشورة على الأنترنيت. جدير بالذكر أن المغرب عزز صفقات التسلح الذي أبرمها في السنوات الأخيرة، بعدد من الصفقات المتعلقة باقتناء الطائرات المسيرة، بسبب النجاعة التي أبانت عنها هذا النوع من الطائرات، في عدد من الحروب في العالم، مثل الحرب في اليمن، والحرب بين أذربيجان وأرمينيا على إقليم كراباخ الذي حسمته أذربيجان بطائرات مسيرة من صنع تركي. ويملك المغرب 7 طائرات درون حاليا من صنع إسرائيلي، 3 منها من نوع "هيرون" و4 من نوع "هيرميس 900"، في حين من المتوقع أن يحصل على 4 طائرات درون من نوع "بريدايتور " الأمريكية، إضافة إلى 13 طائرة مسيرة من نوع "بايراكتار" التركية. واستعمل المغرب أول مرة طائرة "درون" في استهداف عسكري خلال العام الجاري، حيث استهدف أحد قادة الدرك في جبهة البوليساريو، الذي قُتل في غارة من طرف طائرة "درون" مغربية خلال مناوشات على حدود الصحراء المغربية.