احتضنت مؤسسة الأعمال الاجتماعية للتعليم بالناظور يوم السبت :12 ماي 2012 على الساعة الخامسة مساء توقيع المجموعة القصصية “حلبة الرهان الأصعب” والكتاب النقدي “القصة القصيرة جدا بالمغرب” للباحث والقاص نور الدين الفيلالي. ويمثل هذا النشاط الثقافي الحلقة الخامسة من الحلقات الموسومة ب” مدرس وكتاب” التي تنظمها المؤسسة بشراكة مع فرع اتحاد كتاب المغرب بالناظور بهدف التعريف بالمنجزات الإبداعية لنساء ورجال التعليم بالإقليم ، وتقريب هذه الأسماء المبدعة من الجمهور القارئ. استهلت الحلقة بكلمة لكاتب فرع اتحاد كتاب المغرب الأستاذ جمال أزراغيد الذي حدد في تقديمه المرامي المتوخاة من هذه الأنشطة الثقافية وهي التعريف بالأسماء المبدعة في حقل التعليم .هذه الأسماء التي تجتزئ بعض الوقت من متطلبات التدريس لتمارس الشغب الإبداعي. وانتقل إلى التعريف بالمبدع المحتفى به وبأعماله الدكتور نور الدين الفيلالي شاكرا الأساتذة المشاركين والمساهمين بمداخلاتهم حول هذا المنجز النصي المحتفى به. تقدم الدكتور جميل حمداوي بمداخلة عنوانها”الرؤية التاريخية في كتاب القصة القصير جدا بالمغرب” أبرز فيها جدية هذا الباحث الشاب في الدراسة والبحث في تضاريس القصة القصيرة جدا بالمغرب ، وذلك من خلال رصد تاريخ ظهورها بالمغرب، والعوامل التي تكمن وراء ظهورها: عوامل موضوعية وخارجية: تتجلى في المثاقفة والاحتكاك مع كتاب أمريكا اللاتينية وفي اعتبارها نتاج العولمة وعصر السرعة. عوامل ذاتية وداخلية: تكمن في التطور الذي شهدته القصة القصيرة منذ السبعينات والتجريب.. كما أشار الأستاذ أن الفيلالي اقتفى السيرورة التاريخية التي مرت بها القصة القصيرة جدا بالمغرب والتي أوجزها في خمس لحظات: 1 لحظة ماقبل الميلاد التي قسمها إلى ثلاث لحظات فرعية: الإقصاء والتجاهل والتغافل. 2 لحظة التشكل والمخاض: بدأت في الخلخلة والتجريب منذ سنوات السبعينات… 3 لحظة الميلاد والانبثاق: صدور مجموعات من القصة القصيرة جدا… 4 لحظة التميز: تميزت المجموعات بمميزات أهمها : التناص والتجريد… 5 لحظة المتابعة النقدية: ظهور مجموعة من الكتب المهتمة بهذا الجنس الأدبي تنظيرا ونقدا لكل من: جميل حمداوي سعاد مسكين عيسى الدودي نور الدين الفيلالي… وختم مداخلته بتقديم مجموعة من الملاحظات حول الكتاب همت المنهج الذي اعتمده الباحث وهو المقاربة التاريخية رغم بعض الشذرات الفنية ثم إغفاله للحظة السادسة وهي نقد النقد وغيرها إلخ. أما الأستاذ جمال الدين الخضيري فقد استهل مداخلته الموسومة ب : “محنة البطل وانكماشه في المجموعة القصصية: حلبة الرهان الأصعب ” بدراسة الميثاق النصي في المجموعة حيث ارتأى القاص تحديد الجنس الأدبي على ظهر الغلاف من دون أن يترك للقارئ عناء التجنيس ، وأوضح أن المجموعة تتضمن 28 قصة أغلبها قصص قصيرة جدا ماعدا 9 قصص.وقسم مداخلته إلى قسمين: أولا: بنية الحكاية: والمقصود بها المضامين او التيمات التي عبر عنها القاص ، وقد استدل عليها بمتون قصصية من المجموعة: 1 الانكسار والسلبية؛ 2 الواقع والمثال؛ 3 العجز عن التغيير. ثانيا: الخطاب: وظف القاص تقنيات أسلوبية نوجزها في ما يلي: 1 الشخصيات:غير محددة وبلا بعد، لا تحمل أسماء محددة بل هي عبارة عن أرقام .نسخ مكررة في إحباطاتها. يعبر عنها بضمير الغائب (هو). لانجد بطلا نمطيا يوجه الأحداث في هذه القصص كقصة (خبر عاجل) 2 طغيان السرد وتقلص الحوار : جل القصص يطغى عليها السرد الاستعراضي ويقل فيها الحوار الذي غالبا ما نلمسه عن طريق أصوات داخلية أو هذيانات ، مثل قصتي “بلاغ ” ,” نصيحة سابقة لأوانها” 3 التكرار:تكرار الألفاظ والأحداث.. 4 تكسير السرد الأفقي: باعتماد الأرقام والتبويب والعناوين الجانبية. وهي محطات سردية تحد من تدفق السرد. 5 التعالي عن الزمكان: علاقة الشخصيات به علاقة تنافر وتضاد. 6 السخرية والمفارقة: تتمثل في نقد الواقع واستحضار نصوص أخرى (خطاب على خطاب) وانتقادها بشكل صارخ. أما المداخلة الأخيرة فقد تقدم بها الدكتور عبد الواحد عرجوني والتي كانت عبارة عن سفر إبداعي في تخوم المجموعة القصصية . وعلى طول هذا السفر توقف عند محطات لتحليل بعض العناصر الدلالية والفنية التي تزخر بها المجموعة القصصية. وفي الأخير أعطيت الكلمة للقاص نور الدين الفيلالي الذي تحدث عن تجربته القصصية والظروف التي كانت وراء إبداعه لهذه المجموعة شاكرا أًصدقاءه الأساتذة الذين تكفلوا بقراءة أعماله الإبداعية . وقبل أن ينفض الجمهور النوعي الذي حج إلى فضاء المؤسسة وتوزيع الشواهد التقديرية على المشاركين بصم القاص مجموعته القصصية وكتابه النقدي بتوقيعه ومحبته لقرائه.