مركز الدراسات التعاونية للتنمية المحلية المعروف اختصارا بسيكوديل، عمل منذ تأسيسه سنة 1998 على الاشتغال في كل ما يتعلق بالتنمية المحلية بتحسين البنيات التحتية والتوعية والتربية على المواطنة وحقوق الإنسان، المرأة، محو الأمية، التكوين، الزراعة البيئية: التشجير، دعم الزراعات البيئية، دعم التعاونيات النسائية والتعاونيات الفلاحية وتعاونيات الشباب،البحث التشاركي، التوثيق، العمل الثقافي، تنظيم ندوات علمية ….و تمكن بفضل شراكاته مع جهات وطنية و أجنبية من انجاز العشرات من المشاريع التنموية ، و كان قاطرة بل و تجربة فريدة فتحت الباب أمام تجارب أخرى للعمل الجمعوي التنموي بالمنطقة بفضل رمزية مؤسسيه و جديتهم و نزاهتهم ، و بفضل الحفاظ على نفس القيم و الاهداف التي أكسبته مكانة محترمة ضمن النسيج الجمعوي المحلي.. لم تكن المنح السنوية المقدمة من طرف جماعة الناظور في السنوات الاخيرة تعكس القيمة الرمزية و الادوار الفعلية لسيكوديل في خدمة التنمية بالمنطقة ، في غياب معايير موضوعية لدعم فعاليات المجتمع المدني، و في تصنيف الجمعيات بين الجادة والنشيطة، وغير الجادة والصورية،و غياب أية رؤى لتحفيز المجتمع المدني الجاد، غير أن الامر كان متجرعا الى حد ما ، فنشدان الكمال كما يقال ضرب من الوهم ! لكن يوم 27غشت 2020 ، سيبقى عالقا في أذهاننا ، و لاشك ، و سيؤرخ لمهزلة غير مسبوقة في تاريخ المجالس الجماعية المتعاقبة على تسيير هذه المدينة ، في ترسيخ الريع الجمعوي في مقابل وأد العمل الجمعوي النزيه و الجاد ، حرمان سيكوديل من المنحة السنوية الهزيلة لن يمنعها بالتأكيد من مواصلة المسيرة بعزم و ثبات بفضل الشرفاء في هذه المدينة ، لكن المسؤولية تقتضي رفع سقف النضال التنموي بفضح معرقلي التنمية و الفاسدين بتفعيل آليات المحاسبة السياسية و القانونية ، على سبيل المثال اللجوء الى المؤسسات الرقابية: المجلس الجهوي للحسابات ، محكمة جرائم الاموال عند استجماع عناصر جريمتي استغلال النفوذ و تبديد أموال عمومية و ثبوت علاقة غير بريئة بين مانحي دعم مالي غير عادي و المستفيدين منه… فالسكوت عن الفساد..فساد