أعلن مركز الدراسات التعاونية للدراسات المحلّية، "سيكوديل"، عن عزمه الأكيد على المساهمة الفعلية في إنجاز مشاريع تنموية تستهدف النساء في مختلف مناطق الريف ، وتشجيعه لجميع المبادرات الرامية إلى تحقيق الكرامة والمساواة والتقدم، داعيا مؤسسات المجتمع إلى الانخراط الفعلي في دعم جهود النساء التواقة إلى تعزيز قدراتهن المعرفية والتدبيرية ومقاومة الرواسب الثقافية التقليدية المكرسة لدونية المرأة والمعرقلة لانعتاقها وبناء استقلاليتها الذاتية . كما طالب الدولة، في اليوم العالمي للمرأة المصادف للثامن مارس من كلّ عام، بتقوية الترسانة القانونية بسن تشريع مطابق لروح القوانين والمواثيق الدولية في مقدمتها تعديل المادة 40 من مدونة الشغل وتجريم فعل التحرش واتخاذ التدابير الزجرية للحد من ظاهرة الاعتداء على سلامة وكرامة المرأة والعمل على تيسير وسائل الإثبات بالنسبة لضحايا التحرش الجنسي، زيادة على تمكين الضحايا والجمعيات المهتمة بالموضوع من الانتصاب كطرف مدني، وتمكين ضحايا التحرش الجنسى من المساعدة القضائية ومن مؤازرة المحامين فى نفس الإطار، إضافة لإعادة صياغة مشروع قانون لمحاربة العنف ضد النساء من خلال تخصيص تعريف لجريمة التحرش الجنسي بشكل مستقل وتحديد أركانها وعقوبتها المشددة. أمّا من الناحية التعليمية التربوية، طالب مركز الدراسات التعاونية بإعادة النظر في المنطلقات والرؤى التي تعيد إنتاج ظواهر العنف والتمييز والاهانة في حق النساء دون إغفال لضرورة مراجعة المناهج والبرامج والأساليب المعتمدة بكإجراء مفصح صراحة عن الرغبة في تأسيس ثقافة جديدة قائمة على الاحترام والمعاملة الانسانية والمساواة بين الجنسين. وجاء هذا خلال وقفة احتجاج رمزي نظّمها "سيكوديل" بعد زوال أول أمس الأحد كختام لأيامه المحتفية بالمرأة تحت شعار: "جميعا من أجل مناهضة التحرّش الجنسي"، وهي الوقفة التي عرفت مشاركة العشرات من النساء المسنودين بعدد من الرجال، منتمين إلى شرائح عمرية مختلفة، صارخين بضرورة إعادة النظر في الرؤى الدّونية النائلة من المرأة بذهن الرجال.. في حين عرف نفس الموعد ترديد شعارات مُدينة لأفعال بعض الوحوش الآدمية المتربّصة ببراءة الطفولة.. قبل أن تتمّ قراءة البيان الختامي المذيّل بتحيّة لكل المبادرات النسائية المتنوعة المناهضة لكل أشكال الميز والإهانة والتحرش، وكذا بدعوة لكافة الحركات النسائية الديمقراطية إلى المزيد من التعبئة والعمل الجماعي لتحقيق التطلعات نحو مجتمع ديمقراطي حداثي قادر على خلق متطلبات التنمية البشرية ومواكبة تحولات العصر. حري بالذكر أنّ المطالب، التي عمل مركز الدراسات التعاونية للتنمية المحلّية على رفعها، قد حظيت بتضامن عشرات الآلاف من الموقّعين الذين مهروا عريضة الموعد بإمضاءاتهم طيلة الأيام المنتمية للأسبوع المنصرم، وهو ما يفصح عن مدى رحابة المساحة التي عمّها تجنّد فريق عمل المركز لحشد الدّعم لهذا الملفّ الشائك المعتبر ضمن طابوهات منطقة الريف.