شاركت عشرات النساء في وقفة للتعبير عن رفضهن لمظاهر التحرش الجنسي بكافة أصنافه، زوال أول أمس الاثنين بساحة حما ن الفطواكي بالنّاظور، أعقبتها تلاوة بيان من صفحتين تضمن جملة من المطالب، من بينها تعديل المادة 40 من مدونة الشغل وتجريم التحرش واتخاذ التدابير الزجرية للحد من ظاهرة الاعتداء على سلامة وكرامة المرأة، زيادة على العمل على تيسير وسائل الإثبات بالنسبة إلى ضحايا التحرش الجنسي، وتمكين الضحايا والجمعيات المهتمة بالموضوع من الانتصاب كطرف مدني، وتمكين الضحايا من المساعدة القضائية ومؤازرة المحامين، إضافة إلى إعادة صياغة مشروع قانون لمحاربة العنف ضد النساء، من خلال تخصيص تعريف لجريمة التحرش الجنسي بشكل مستقل وتحديد أركانها وعقوبتها المشددة. المشاركات في الوقفة الاحتجاجية رفعن شعارات تعتبر المرأة نصف مجتمع يرزح تحت الإهانة، إذ دعون إلى إعادة النظر في المنطلقات والرؤى التي تعيد إنتاج ظواهر العنف والتمييز في حق النساء، كما طالبن بمراجعة المناهج والبرامج والأساليب المعتمدة من أجل تأسيس ثقافة جديدة قائمة على الاحترام والمعاملة الإنسانية والمساواة بين الجنسين.. كما المحتجات، بمناسبة عيد المرأة العالمي، قمن بتثمين كل المبادرات النسائية المناهضة لكل أشكال الميز والإهانة والتحرش، داعيات كافة الحركات النسائية الديمقراطية إلى المزيد من التعبئة والعمل الجماعي لتحقيق التطلعات نحو مجتمع ديمقراطي حديث، قادر على خلق متطلبات التنمية البشرية ومواكبة تحولات العصر. وكان مركز الدراسات التعاونية للدراسات المحلية بالناظور قد أعلن عزمه المساهمة في إنجاز مشاريع تنموية تستهدف النساء في مختلف مناطق الريف، وتشجيعه لجميع المبادرات الرامية إلى تحقيق الكرامة والمساواة والتقدم للجنسين، مع التأكيد على دعوة كافة مؤسسات المجتمع إلى الانخراط الفعلي في دعم جهود النساء من أجل تعزيز قدراتهن المعرفية والتدبيرية ومقاومة الرواسب الثقافية التقليدية المكرسة لدونية المرأة والمعرقلة لانعتاقها وإرساء استقلاليتها.. كما طالب المركز المؤسسات الرسمية للدولة بالعمل على تقوية الترسانة القانونية بسن تشريع يساير روح القوانين والمواثيق الدولية. جدير بالذكر أن المطالب التي عمل مركز الدراسات التعاونية للتنمية المحلّية على رفعها قد حظيت بتضامن عشرات الآلاف من الموقّعين على عريضة طيلة الأسبوع المنصرم، لحشد الدّعم لهذا الملفّ الشائك الذي مازال يعتبر من الطابوهات في منطقة الريف.