كنت أعد منذ أسبوع مقالا عن المرض العضال الذي أصاب قطاع السينما ولم أنته منه بعد،لكني وجدت نفسي أدون ملاحظاتي في دفتري بعد انتهاء مقابلة في كرة القدم!! فبالرغم أنني لست مواكبا لهكذا نشاط إلا أنه من المرات النادرة التي نجح فيها ”ناقل نميمة” في التغرير بي وبالتالي الإيقاع بي!فتصورتها وليمة دسمة وجلست أترقب النتيجة.ولم أندم بتاتا، لأنني تأكدت أن الفساد منظومة خبيثة تطال كل المجالات وبالتبعية فالمرض العضال يستشري أيضا في قطاع الرياضة، إن لم تكن عش مثالي لتربية الفساد ومجالا جذابا للمتطفلين الذين يتمثلون حقا مقولة ”العقل السليم في الجيب السليم”!؟ والكارثة أن الذي يتولون أمر الرياضة أفكارهم قديمة بينما أصحاب الأفكار الجديدة لايصلون أبدا إلى مركز القرار،مع أننا لا يمكن أن نميز صناعة الرياضة عن باقي أشكال الصناعات الأخرى إلا بما تنتجه من منتوجات باتت تخضع لقوانين السوق وتقلبات العالم في الاقتصاد والسياسة نظرا لما أصبح من تأثير للرياضة عموما في حياة الشعوب.وبمناسبة السياسة فقد انتقلت عدواها إلى الرياضة بتغليب القول على الفعل –خصوصا كرة القدم- حيث ضل المدرب طريقه متجها إلى الكاميرا بدلا من التركيز على عمله!مما جعل الشكوك تحوم بشأن إمكانية تحقيق إنجاز ما على هذا الصعيد!؟ اطمئنوا ففريقنا بخير،هكذا يبدأ الكلام،وهكذا أيضا قد نفهم أن مسؤولا يقول ما يعلم،أو يعلم ما يقول،لكن صاحبنا لا يقول ما يعلم ولا يعلم ما يقول!! والسؤال المباشر هنا هو:أيهما يستحق تدريب الفريق؟والجواب المتواضع هنا هو:المدرب المحلي. لذا نجد أنه من المضحك أن القائمين على الرياضة يستخدمون المدرب الأجنبي الأعلى أجرا، ويتوجس من الكفاءات المحلية الأعلى بذلا واجتهادا!!؟وبالتالي كانت مهمة الفريق في أفريقيا هي الوقوف بالمطار وقد أداها بشكل يثير الإعجاب! فمن منا يكره الاحتفال،لكن لا يجب أن نجعل الاستعراض بديلا عن عمل حقيقي على الأرض،فكثيرا من المواهب الواعدة تموت في المهد،لأنها لم تجد الرعاية الواجبة كما يصنع العالم المتحضر،على أن الإصلاح العقلاني الرشيد لقطاع الرياضة لا يكتفي بتوفير الوسائل والرعاية فقط بل يمتد لتهيئة بيئة رياضية نظيفة تحتضن كل مبدع في هذا المجال وتدعمه. وبالتالي فالأمر لا يدعو للدهشة حين يتساءل البعض عن قواعد صناعة هذا الفريق-كرة القدم كمثال وأين صنع ومن شارك في صنعه؟؟-فأيها المسؤولون عن الرياضة استقيلوا يرحمكم الله،واتركوا أهل الرياضة يصنعون المجد!! فأهل مكة أدرى بشعابها.