سئل مواطن في مكان ما عن تغيير ما حدث في العام الماضي، فأجاب بكل ثقة:أرقام هاتفي المحمول!! غير أن المشهد الأخير من السنة التي ودعناها كان ممزوجا بكثير من التوابل والمشهيات الإعلامية، جعلت المواطن وكأن كتلة ملل ثقيلة قد اندفعت نحو معدته لتحدث آلاما في دلالتها قبل فعلها. ومع بداية العام الجديد سيرتقي ” الحكام الجدد ” درجات المباني الفخمة لتدبير شؤون الناس في بلاد أصيبت بأمراض نقص العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص والمحاسبة، أحدثت اختناقات في قطاعات حيوية وانعكست سلبا على المزاج العام. إن اتخاذ إجراءات بديهية عاجلة وعادلة تتقاطع مع خطوط الواقع وتعتمد على المصارحة والعدل ستفتح دون شك أبواب الأمل،لكن غسل الأيدي من الأخطاء بتبريرها وركوب سياسية ”أقلب الصفحة” ستزيد الأوساط المقصية تهميشا وستفاقم أحزمة البؤس.ذلك أن اليوم بات الجميع مطلعا على التراث المبني على قاعدة ” الكرش الواسع يجب أن يكون له ظهر متين”!! وحتى لا نستبق الأحداث نقول أن فعالية أي تدبير يتوقف على أسلوب ممارسته، وعليه فالشعب فالشعب لا ينتظر مسؤولا تلفزيونيا لا ينزل إلى الأرض ليكشف الحفر كمقدمة ضرورية لرؤية المستقبل بعين مختلفة،كما لا ينتظر من يأتي لتلطيف القبيح ويدعو القطاع العريض من الشعب – الذي يوحده نفاذ الصبر وتلونه بشاشة الألم – لشد الأحزمة!!؟ ذلك أن جرثومة الحرمان قد فعلت فعلها وتعلمت كيف تقاوم التسليم الأعمى لواقع عدم المحاسبة. يبدو أن إغلاق الأبواب الخلقية لمواقع القرار والتي يدخل منها القريب والحبيب ستكون الخطوة الأولى الحقيقية لقاعدة وقائية تمنح فرصة للتفاؤل بمستقبل يسوده القانون و تغلق خلاله منافذ الفساد. ولا يستقيم الظل والعود أعوج!!