ركلة جزاء واحدة أهدرها حكيم زياش، كانت كافية، لتضعه في وجه عاصفة انتقادات الشارع والنقاد المغاربة، بعدما حملوه مسؤولية كبيرة في وداع منتخب الأسود لمنافسات أمم أفريقيا بمصر. زياش تقدم لتسديد ركلة جزاء في آخر دقيقة من عمر الوقت الأصلي وقتما كانت النتيجة تشير للتعادل الإيجابي (1-1)، فأهدرها برعونة وحرم المغرب من التأهل لدور ربع النهائي، بعد اللجوء لشوطين إضافيين وركلات الترجيح التي ألقت بهم خارج المسابقة. وساد إجماع وسط النقاد والجماهير بشأن مستوى زياش خلال الدورة ككل، ومنحه الجميع تقييما سلبيًا كأقل اللاعبين بذلًا للمجهود، مقارنة مع عناصر متقدمة في السن مثل مبارك بوصوفة ونور الدين أمرابط وكريم الأحمدي وهي عناصر تجاوزت ال32 عامًا من عمرها وكانت أكثر سخاءً منه. تراجع رهيب تعرض لاعب أياكس الهولندي لضغوطات نفسية رهيبة سببها انتقادات الجماهير له بعد توالي المباريات وذلك بسبب مستوياته المنخفضة وكذلك رد فعله إزاء قرارات استبداله وتغييره. كما أن انشغال اللاعب في مستقبله بتلقيه أكثر من عرض أوروبي قوي وهو في الكان، ورغبته في إبراز قدراته خلال أول نسخة بأمم أفريقية يخوضها مع الأسود، كان سببًا واضحًا لظهوره بهذا الأداء الباهت. وعاش زياش حالة من الإرهاق الذهني، بعد موسم شاق رفقة أياكس الهولندي محليًا وقاريًا توجه بثنائية الدوري وكأس هولندا ونصف نهائي دوري أبطال أوروبا، كان له تأثير سلبي على اللاعب. الركلة الملعونة سبق لحكيم زياش أن عاش وضعًا مماثلًا لذلك الذي شهدته مواجهة المغرب وبنين، بعدما تقدم لتسديد ركلة جزاء أمام مالي في تصفيات مونديال روسيا أهدرها ووضع المنتخب المغربي في ورطة شديد، احتاج معها لنقط مباراته الختامية أمام كوت ديفوار كي يتأهل على أرض الأخير. وتسببت تلك الركلة في معاناة نفسية للاعب ليتكرر معه الأمر هذه المرة بشكل أفظع وهو يسدد ركلة الجزاء الحاسمة أمام بنين في أخر دقيقة أهدرها وكانت من بين أسباب إقصاء الأسود. هذه الركلة تسببت في تراجع شعبية اللاعب الذي تحول أمام الجماهير، من فتى مدلل للاعب مدان يتحمل قسطًا هائلًا من مسؤولية الإقصاء أضيف لها إهداره الفرص السهلة خلال ذات المواجهة أمام المرمى الفارغ.