ودع المنتخب الوطني، أمس الجمعة، نهائيات كأس أمم إفريقيا، مصر 2019، من دور الثمن، بعد خسارته غير المتوقعة ضد منتخب بنين بركلات الترجيح (1-4)، بعد نهاية الوقت الأصلي والشوطين الإضافيين للمباراة بالتعادل الإيجابي هدف في كل شبكة. بعد هذا الإخفاق والصدمة التي أحدثها في نفوس المغاربة بصفة عامة وعشاق كرة القدم بشكل خاص، أجمع كثيرون على تحميل مسؤولية الإقصاء لنجم أياكس أمستردام الهولندي حكيم زياش، الذي أهدر ركلة جزاء في الدقيقة الأخيرة من زمن المباراة الأصلي. للأسف الفئة التي علقت الخروج من “الكان” على شماعة زياش، هي من كانت تطبل وتتغنى بإنجازته وأرقامه ومستوياته بالأمس القريب، سواء مع فريقه الهولندي أو المنتخب الوطني، بل دخلت في صراعات مع أشقائنا المصريين والجزائريين حول من هو أجدر بوصف “فخر العرب”، زياش المغربي أو صلاح المصري أو محرز الجزائري. هل نسي أو تناسى من يوجه أصابع الاتهام اليوم لزياش، ما تعرض له اللاعب من ضغوط، وعراقيل، واستفزازات… من طرف الهولنديين، لأنه اختار اللعب للمنتخب المغربي، بدل الطواحين الهولندية، بالرغم من كم الإغراءات، والاحتراف الحق، الذي لن يجني عليه الانتقادات والهجمات بمجرد إهداره ركلة جزاء. صحيح، زياش كان بإمكانه أن يمنحنا بطاقة التأهل دون خوض شوطيين إضافيين أو اللجوء إلى الركلات الترجيحية، لو نجح في تحويل ضربة الجزاء إلى هدف، لكنه فشل في ذلك كما فشل قبلهم نجوم كبار في تاريخ كرة القدم، وسيتكرر السيناريو نفسه مع لاعبين آخرين، حاليا أو مستقبلا. ولا بأس أن نذكر البعض ممن يعتبرون أنفسهم خبراء في كرة القدم، أن ركلات الجزاء تُنعت أيضا بركلات الحظ، وتأكد ذلك في ضربة زياش بالأمس، عندما ذهب حارس مرمى البنين في اتجاه وكرة زياش في اتجاه آخر، لكن عامل الحظ منع زياش من توقيع هدف الخلاص للأسود. نتفق أن حكيم زياش لم يقدم المستوى المعهود منه خلال مباريات “الكان”، لكن لا يجب تحميل المسؤولية للاعب فقط، فهناك مدرب يعلم جيدا الموسم الشاق الذي خاضه زياش رفقة أياكس محليا وأوروبيا، ويعلم أيضا درجات الحرارة المرتفعة في القاهرة، والتي لن يقدر حكيم على خوض 90 دقيقة كاملة تحت درجاتها الحارقة، فما بالك ب120 دقيقة… إن الخروج غير المتوقع من “الكان” على يد منتخب لم يحقق أي انتصار خلال دور المجموعات، عكس تأهلنا بالعلامة الكاملة، أصابنا باحباط، وصدمة، ومرارة…خاصة أمام حجم الانتظارات والتوقعات التي كانت تؤكد أننا سنكون على الأقل طرفا في النهائي، هذا إن لم نفز باللقب، لكن هذا الإقصاء المر لا يجب أن يصيب البعض منا بفقدان الذاكرة حول ما جناه زياش على نفسه، فقط لأنه اختار اللعب للمغرب بدل هولندا.