أعادت قضية مقتل 18 مهاجرا إفريقيا في حادثة سير مروعة في منطقة "عين الزبدة" بجماعة العثامنة بإقليم بركان، قضية الاتجار في البشر إلى واجهة الاحداث، في الوقت الذي تشن فيه السلطات حملة توقيفات واسعة في صفوف المهاجرين المتواجدين بالمناطق القريبة من مدينة مليلية المغربية المحتلة. وذكرت مصادر ، أن المهاجرين البالغ عددهم حوالي 53 فردا، كانوا على متن عربة من الحجم المتوسط، وأن الحادثة وقعت في حدود الساعة الرابعة صباحا من يوم السبت 27 أبريل الجاري، في منعرج موصوف ب"الخطير"، على مستوى الطريق الثانوية رقم 6002 الرابطة بين إقليمي الناظوروبركان، الامر الذي جعلها تسقط في قناة للري وتسفر عن خسائر في الارواح موصوفة ب"الكارثية". وكشفت المصادر ذاتها، عن أن مساعد للسائق هو من تكلف بفتح الباب الخلفي للسيارة من أجل إنقاذ المهاجرين بمساعدة من أحد أبناء المنطقة، وانه أثناء تفريغ السيارة تم العثور على مجموعة من الاغراض التي تستعمل في مجال الهجرة. وأشارت إلى ان السائق مباشرة بعد إرتكابه للحادث أطلق سيقانه للريح ولاذ بالفرار نحو وجهة غير معلومة، في حين تشير مصادر مطلعة إلى أن العربة كانت ترافقها سيارة من نوع (ميرسديس) على متنها 3 أشخاص تجهل هويتهم. وفور وقوع الحادثة، حضرت السلطات المحلية ومصالح الدرك الملكي إلى عين المكان، فيما تكلفت السلطات وعناصر الوقاية المدنية بانتشال جثث الضحايا من قناة الري، إذ تم نقل القتلى والجرحى إلى المستشفى الاقليمي الدراق ببركان. وفي هذا الاطار، كشف مصادر طبية ، عن أن الحادثة أسفرت عن مقتل 18 مهاجرا إفريقيا، فيما أصيب 29 آخرين بجروح متفاوتة. دون ان تكشف عن مزيد من التفاصيل. وبدروها، أعلنت السلطات عن أنه تم فتح بحث من طرف السلطات المعنية، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، لتحديد ظروف وملابسات الحادث، وللكشف أيضا عن حيثيات تنظيم عملية الهجرة السرية هاته، وأنه تجري التحريات كذلك لتوقيف سائق العربة الذي يوجد في حالة فرار. وفي الوقت الذي تقول فيه مصادر من المنطقة، إن المهاجرين الافارقة كانت وجهتهم مدينة السعيدية لتنفيذ عملية الهجرة صوب الديار الاوربية، يكشف نائب رئيس الجمعية المغربية لحقوق الانسان بالناظور، عمر الناجي، في تصريحه ، عن أن المعلومات المتوفرة لدى الجمعية تشير إلى ان الافارقة كانت وجهتهم مدينة الناظور. وإعتبر أن شبكات الاتجار في البشر تعتمد على مسالك طرقية غير معروفة في مجال نقل المهاجرين بعيدا عن أعين الامن، مشيرا إلى أن السائق لم يكن على دراية دقيقة بالوضع الذي توجد عليه الطريق وهو ما جعله يسقط في قناة للري. وعلق على الحادثة بالقول:"الهجرة المميتة سببها السياسة التي ينهجها المغرب وأوربا في مجال الهجرة، الامر الذي جعل الافارقة يختارون ركوب قوارب الموات لبلوغ "الفردوس الاوربي"، بعد أن كانت عملياتهم تقتصر على اقتحام السياج الحديدي المحيط بمدينة مليلية". وأكد على أن مافيات الاتجار في البشر وجدت ضالتها في السياسة المتعبة في مجال الهجرة، وهو ما جعل مدينة الناظور تعرف نشاطا غير مقبول لشبكات الهجرة". مبرزا أن الجمعية سبق لها وأن وجهت رسالة في الموضوع إلى وزير الداخلية. ومن جهتهم، قال المهاجرون الافارقة في تصريحاتهم، إنهم إنطلقوا من مدينة سلوان، ضواحي الناظور، في إتجاه مدينة السعيدية، على أمل تحقيق حلم الهجرة إلى أوروبا، غير أن السرعة التي كان يقود بها السائق العربة أدت الى إنقلابها في قناة الري وهو ما جعل حلم الهجرة يتبخر ويتحول إلى مأساة. من منطقة سلوان نواحي الناظور، انطلق العشرات من هؤلاء المهاجرين، وغالبيتهم من إفريقيا جنوب الصحراء، في رحلتهم إلى مدينة السعيدية، النقطة الأولى في مسارهم الطويل صوبَ أوروبا.. كما يقول مهاجر قدمَ من بنين إلى المغرب، ووجدَ نفسه بعدَ ساعات من انطلاق الرّحلة في المستشفى الإقليمي ببركان، يخضع لفحوصات طبية. وتأتي هذه الحادثة، وفي وقت غير بعيد عن أن الحملة الامنية التي شنتها السلطات المحلية عن منازل المهاجرين الافارقة بالناظور، والتي أسفرت عن توقيف حوالي 100 مهاجر إفريقي، بالإضافة توقيف حوالي 52 مهاجرا إفريقيا، في جماعة بوعرك من قبل عناصر الدرك الملكي بسلوان التابعة للقيادة الجهوية بالناظور. ويلاحظ أن شبكات الاتجار في البشر غيرت من خطتها، بعد أن كثفت مختلف المصالح الامنية بالناظور من حملاتها ضد ظاهرة الهجرة السرية والاتجار في البشر، وهو ما جعلها تغير وجهتها نحو سواحل أخرى لاسيما مدينة السعيدية المحاذية للحدود المغربية-الجزائرية. وكان مهاجر إفريقي من غينيا، قد فارق الحياة، أخيرا بجماعة سلوان بإقليم الناظور، جراء مضاعفات المرض، والاهمال الطبي من قبل اللجنة الطبية التابعة لمندوبية الهجرة بكنيسة الناظور