تحولت مدينة السعيدية المحاذية للحدود المغربية الجزائرية، إلى وجهة مفضلة لأباطرة التهريب الدولي للمخدرات والمتاجرين في البشر، إذ أنه في وقت لم تمر فيه سوى أيام قليلة على ضبط كمية مهمة من مخدر الشيرا وتوقيف أحد المهربين، حتى حاول المتاجرين في البشر تنفيذ عملية للهجرة غير المشروعة، خلال محاولتهم تهجير عدد من المهاجرين الأفارقة عبر سواحل المدينة المطلة على الواجهة المتوسطية. وشكل موضوع، غرق 18 مهاجرا إفريقيا في قناة للري في منطقة "عين الزبدة" بجماعة العثامنة بإقليم بركان، إستنفارا في صفوف مصالح الأمن، التي سارعت الزمان للبحث عن شبكات الاتجار في البشر، من خلال فتحها بحثا معمقا، أسفر عن توقيف شخص يشتبه في كونه سائق العربة التي كانت تقل 53 مهاجرا من دول جنوب الصحراء. وفي هذا الاطار، كشف المهاجرون الأفارقة، أنهم كانوا في طريقهم الى سواحل مدينة السعيدية، بعد أن قدموا إليها من مدينة سلوان بإقليم الناظور، بغرض الهجرة الى الجزيرة شبه الإيبرية على متن قوارب الهجرة، غير أن الامر إنتهى بهم داخل قناة للري ووجدوا أنفسهم بالمستشفى، وبينهم من لقي مصرعه غرقا. ولم يكشف المهاجرون عن أسماء الاشخاص الذين كانوا سيقومون بتهجيرهم إلى أوربا، ولا عن المبالغ المالية التي كانوا سيقدمونها لهم. وتأتي محاولة الهجرة التي باءت بالفشل في منتصف الطريق وتحولت إلى مأساة، في وقت لم تمر فيه سوى أيام قليلة، على حجز عناصر المركز الترابي للدرك الملكي بالسعيدية، كمية مهمة من مخدر الشيرا تقدر بحوالي 830 كلغ، كانت في طريقها الى الجزائر عبر النقطة الحدودية "بين لجراف". وذكرت مصادر ، أن محاولة التهريب الدولي للمخدرات والتي أجهضت في بدايتها، بعد وضع مصالح الدرك خطة أمنية محكمة، أسفرت عن توقيف أحد المهربين، فيما الابحاث متواصلة لتوقيف جميع العناصر المشتبه تورطهم في الاتجار بالمخدرات. وليست محاولات تهريب المخدرات من شهدت مدينة السعيدية فحسب، بل سبقتها عمليات للهجرة السرية، إنطلقت من سواحل المدينة في اتجاه الضفة الاوربية، إذ انتهى المطاف بالمرشحين للهجرة في منطقة "مرسى بن المهدي" بالجزائر. وكما سبق لمصالح الامن الوطني التابعة للمنطقة الاقليمية للأمن بالسعيدية، أن أوقفت، أخيرا، شخص يشتبه تورطه في تنظيم عمليات الهجرة، وذلك بالتزامن مع توقيف عدد من "الحراكة" من أصل مغربي في الجزائر من قبل السلطات الجزائرية وحجز قارب مطاطي. ويأتي إختيار مافيات الاتجار في البشر لمدينة السعيدية لتنفيذ أعمالهم الاجرامية، في وقت تشدد فيه مصالح الدرك الملكي بإقليم الناظور الخناق على المتاجرين في البشر، كان اخرها توقيف 36 مهاجرا إفريقيا من دول جنوب الصحراء في منطقة "الجزيرة" بقرية أركمان، وتوقيف منظمين للهجرة، والاطاحة بعنصرين من القوات المساعدة للاشتباه بتورطهما في تسهيل عمليات الهجرة غير المشروعة. وتجدر الاشارة، إلى عناصر الدرك البحري التابعة للقيادة الجهوية بالناظور، حجزت، الخميس الماضي، كمية مهمة من مخدر الشيرا تقدر بحوالي 810 كلغ في عرض سواحل رأس الماء، بعد أن طاردت زورقا مطاطيا، كان على متنه مهربين للمخدرات.