محيط – سهير عثمانبالرغم من الحالة الحرجة التي يعيشها المواطنون في الدول النامية من نقص في الغذاء والماء وغيرها من الموارد الأولية، إلا أنهم يعانون في الوقت ذاته من فقر شديد في الدواء والمستلزمات الطبية، في ظل انتشار جملة من الأمراض والأوبئة الخطيرة، يأتي في مقدمتها فيروس الإيدز اللعين الذي لا زال يمثل خطراً يصعب التغلب عليه في تلك الدول الفقيرة حتى الآن. ويحمل نحو 42 مليون شخص في جميع أنحاء العالم فيروس نقص المناعة لدي الإنسان والمعروف اختصارا ب HIV، ويعيش أكثر من ثلثي ذلك العدد في دول جنوب الصحراء الأفريقية. وفي ظل زيادة عدد ضحايا الإيدز يوميا ، قال البروفسور ديفيد بالتيمور، الحائز على جائزة نوبل للبيولوجيا إن العلماء لا يزالون أبعد ما يكون عن تطوير تلقيح ضد فيروس HIV المسبب لمرض الإيدز، وذلك منذ أكثر من عشرين سنة من بداية البحث في هذا المجال. وقال العالم الأمريكي – وفقا لموقع BBC – “إنه تحد كبير، لأن التصدي لفيروس HIV من الناحية المناعية يتطلب من العلماء أن يصارعوا الطبيعة، أن ينجزوا شيئا لم تستطع الطبيعة صنعه، على الرغم من ميزة تطور يتواصل منذ أربعة مليارات سنة والتي تتمتع بها الطبيعة.” وأضاف قائلا:” إن إخفاقنا في العثور على لقاح أمر يمكن تفهمه، لا قبوله.” وأوضح البروفيسور بالتيمور -في الكلمة التي ألقاها أمام المشاركين في لقاء نظمه المعهد الذي يترأسه- أن فيروس الإيدز قد تطور بحيث يحمي نفسه من جهاز المناعة البشري ، مؤكدا أن الفيروس نجح في تضليل جهاز المناعة البشري، وبالتالي يجب أن نصنع جهاز مناعة أفضل من ذاك الذي زودتنا به الطبيعة. والمعروف أن جميع بحوث تطوير مضادات طبيعية أو بتعزيز جهاز المناعة البشري قد آلت إلى الإخفاق ، وهذا الفشل أصاب مجموعات البحث في اللقاح ضد الإيدز بخيبة أمل كبيرة، لأنه كان بالنسبة لهم الأمل في التصدي للإيدز. وتأخذ جهود العلماء في الوقت الراهن اتجاها آخر، هو البحث في إمكانية استخدام الجينات والخلايا الجذعية للعلاج، على الرغم من أن هذا المجال لا يزال في مراحله الأولى. خطر الإيدز واسع الانتشار فقد أكد خبراء بالأمراض الجنسية أن خطورة انتشار الإيدز أصبحت أكثر مما قبلها فى العالم العربى... جاء ذلك في الدراسة التي عرضت خلال دورة تدريبية خاصة بمنظمات الأسرة في العالم العربي، والتي أكدت أن نسبة انتشار فيروس الإيدز في العالم العربي قد ارتفعت مع اختلافات من بلد إلى آخر. [الايدز يقضي علي الملايين سنويا] الايدز يقضي علي الملايين سنويا وبحسب تقرير للأمم المتحدة، يعد السودان الأول عربياً بنحو 400 ألف حالة تليه جيبوتي، وجاء المغرب في المركز الثالث بنحو 15 ألف حالة بسبب العمالة الموجودة بالخارج وكثرة تنقل السياح ووجود أشخاص من مجتمعات مختلفة داخل المجتمع المغربي، والتغيير الاجتماعي والسلوكي لفئات مختلفة. فيروس يقاوم العقاقير ويبدو أن الإيدز لديه الكثير من الأسلحة في معركته مع الأوساط الطبية، فقد أعلنت السلطات الصحية في مدينة نيويورك، أن الأطباء رصدوا نوعا جديدا من فيروس HIV المسبب لمرض الإيدز، يتصف بمقاومته العالية للعقاقير المضادة، ويبدو أنه ينشر بسرعة وباء الإيدز. وهذه هي المرة الأولى التي تظهر فيها سلالة من فيروس “اتش آي في” تبدي مقاومة لمجموعة من العقاقير العلاجية وتؤدي في نفس الوقت إلى انتشار الإيدز بسرعة، وبينما لم تظهر بعد أبعاد انتشارها حتى الآن، بدأ الأطباء يدقون أجراس الإنذار بسببها. وقد وجهت الإدارة إخطارا إلى جميع المستشفيات والأطباء في المدينة لاختبار كل حالات الإصابة بفيروس “اتش آي في” لرصد سلالته الجديدة، إلا أن بعض خبراء الإيدز قللوا من أهمية التحذيرات، وقالوا إن السلالة ربما تكون حالة منعزلة. مزاعم كثيرة للعلاج أفادت أنباء بأن إدارة الدواء والغذاء الأمريكية قد أجازت حبة جديدة لعلاج مرض الإيدز تحتوي على مكونات ثلاث أدوية، وذلك في خطوة تعكس التطور العلمي في علاج هذا المرض الفتاك. وتختزل الحبة التي أطلق عليها “اتريبلا” كوكتيل من ثلاثة أدوية يعد الأكثر شيوعا في علاجات الايدز، ومن المتوقع أن تتاح الحبة الجديدة التي يصل ثمن عبوتها الكافية لعلاج شهر نحو 1100 دولار في الأسواق قريباً. ورغم أن الحبة الجديدة لا تعد علاجا جديدا، فإن أهميتها تكمن في أنها تسهل على المرضى المواظبة على تناول العلاج وهو أمر يوليه الأطباء أهمية كبيرة. وفي إطار الحديث عن طرق الوقاية من الإيدز، أكدت دراسة حديثة أجراها باحثون أمريكيون أن ختان الذكور ُيقلل من خطر الإصابة بمرض الإيدز في أفريقيا. وأجري الباحث روبرت بايلي و فريق البحث التابع له في جامعة إلينوي بشيكاغو فحوصات طبية علي 2784 شخصاً تتراوح أعمارهم ما بين 18 24 سنة لم يخضعوا لعملية ختان أو يصابوا بفيروس “أتش أي في” المسبب لمرض الإيدز. وأجري فريق البحث عمليات ختانٍ بشكل عشوائي لنصف هؤلاء وترك النصف الآخر من دون ختان، حيث قام بمراقبتهم لحوالي عامين في منطقة كيسيمو بكينيا. وخلص الباحثون إلى أن المجموعة التي خضعت لعمليات ختان أصيبت ببعض النزيف والالتهابات البسيطة والتي تمت معالجتها من دون مشاكل تذكر، مشيرين إلي أنه خلال هذه الفترة قدمت إلي المرضي علاجات لمكافحة الالتهابات الجنسية وزودوا بالواقي الذكري وعقدت حلقات لتحذيرهم من مخاطر الإصابة بالإيدز، وتبين بعد انقضاء السنتين أن نسبة الإصابة بالإيدز بين الشبان الذين خضعوا لعملية الختان كانت 22% مقارنة ب 47% لنظرائهم الذين لم يتم ختانهم. وقال بايلي “لدينا الآن أدلة قوية تؤكد بأن إجراء عملية جراحية بسيطة كالختان يمكن أن يكون لها فائدة كبيرة جداً في منع الإصابة بالإيدز. كما أفاد باحثون بريطانيون بأن الرضاعة من الثدي، يمكن أن تخفض بشكل كبير خطر انتقال فيروس “أتش أي في” المسبب لمرض الإيدز من الأمهات إلي الاطفال الرضع الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر. ومن خلال الدراسة التي أجراها الباحثون، اتضح أن خطر انتقال عدوي الفيروس إلي الأطفال ما بين 6 أسابيع و6 أشهر الذين يرضعون من الثدي لا تتجاوز أربعة في المائة، مقارنة بثمانية في المائة لنظرائهم الذين يشربون حليب الاطفال الصناعي. وأوضحت الدراسة أن الرضع الذين يعطون مأكولات خاصة بالأطفال خلال تلك الفترة معرضون للإصابة بالفيروس 11 مرة أكثر مقارنة بغيرهم. وأشار الباحث هوسين كوفاديا من المركز الأفريقي للصحة والدراسات السكانية، إلى أن حليب الأم يقوي الغشاء المخاطي للأمعاء ويشكل عازلاً فعالاً ضد انتقال فيروس “أتش أي في”.