متابعة شرعت مديرية وزارة التربية الوطنية بالناظور هذه الأيام في توزيع المطعم المدرسي على المدارس بالإقليم، ليستفيد منها تلاميذ هذه المؤسسات، خاصة تلاميذ المناطق النائية. وكما السنوات السابقة، طرح الإطعام المدرسي مجموعة من التساؤلات من قبل الآباء والأمهات وأولياء الأمور حول جودة المواد الغذائية المقدمة للتلاميذ، خاصة أن الإطعام يعتمد بنسبة مائة في المائة على المواد المعلبة. الآباء يتذكرون جيدا الوجبات الغذائية التي كانوا يتناولونها في مؤسساتهم التعليمية، هذه الوجبات مكونة أساسا من الحليب والتمر وأحيانا من الجبن والعجائن، وهي وجبات على الرغم من قلتها فقد كانت تحبب المدرسة للجيل القديم. وفي زمننا هذا تم إحداث مديرية خاصة إلى مديريات مركزية أخرى تعنى بالمساعدات الاجتماعية وذلك وفق المخطط الاستعجالي لإصلاح التعليم، وهي مديرية الدعم الاجتماعي وقد أسندت لها عدد من المهام المرتبطة بالمساعدات الاجتماعية كالإطعام والنقل المدرسي ومليون محفظة والمساعدات المادية للأسر المعوزة واللباس المدرسي. تقول الوزارة أن الهدف من إحداث هذه المديرية يتمثل أساسا في محاربة الهدر المدرسي وإرجاع التلاميذ المنقطعين إلى أسوار المؤسسات التعليمية بالإضافة إلى تذليل الصعوبات السوسيو اقتصادية والجغرافية التي تحول دون ولوج التعليم الإلزامي، وتشجيع استمرار التمدرس. في أواسط التسعينيات شهد المغرب ما بات يعرف بفضيحة المطاعم المدرسية التي جرت 45 مسؤولا بوزارة التربية الوطنية إلى المساءلة، بعد هذا الحدث/الفضيحة توقفت المساعدات الغذائية التي كانت تقدمها الدول للمطاعم المدرسية المغربية، فحصل تغير ملحوظ على مستوى الوجبات الغذائية المقدمة للأطفال، فقد أصبحت الوجبات تقدم مرة واحدة وهي عبارة عن علبة بسكويت أو قطع من حلوى أو جبنة أو شوكولاطة. وبحسب مجموعة من الأولياء، فإن الوجبات الحالية لاتسمن ولا تغني من جوع، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تعتبر تغذية كاملة ومتوازنة، وتتوفر على السعيرات الحرارية الضرورية بالنسبة للطفل الذي يوجد في مرحلة النمو. من المعيب أن تبقى التغذية بالمطاعم المدرسية فقيرة على مستوى الكم والكيف، فإذا كان التعليم أولوية فيجب تفعيل ذلك بالرفع من النسبة المخصصة للتعليم في الميزانية العامة، ولما لا فرض ضرائب على الشركات والثروات الكبرى ليساهم الجميع في دعم الإطعام المدرسي.