الحنين إلى الماضي : من منا لا يتذكر وجبات المطاعم المدرسية في المرحلة الابتدائية وخاصة في بداية الاستقلال وسنوات الستينيات والسبعينات والثمانينات وبداية التسعينات . حينما كنا صغارا كان المطعم المدرسي بطقوسه هو ما يجدبنا إلى فصول الدراسة ، فالطريق الأقرب إلى عقل الطفل كان هو بطنه ،لأن الفئة الواسعة من المغاربة كانت تعاني العوز والفاقة . أدكر أنه في نهاية السبعينيات كانت تقدم لنا وجبتين في اليوم وجبة في الصباح هي عبارة عن حليب ساخن يقدم لنا في كؤوس بلاستيكية ، وغالبا من ما كنا نصطحب معنا السكر من منازلنا ليستوي مداق الحليب . كما كان يقدم لنا في الصباح أيضا حساء من طحين الدرة كنا نسميه ب "الزريقة" مليئا بحشرات "الكوز" .لقد كنا نعاف هدا الحساء ، لدلك كنا نتحين الفرص للتخلص منه سواء في حاوية القمامة أو مجرى المياه ، أما ادا حصل وتم ضبط أحد الشياطين الصغار أثناء التخلص من "الزريقة" فإنه سيتلقى "طرحة " من الضرب وقد يحرم من الإطعام نهائيا . أما وجبات الغداء فكانت عبارة عن قطاني مسلوقة في الماء والملح والقليل من التوابل ، كانت تقدم لنا في أواني من الألمنيوم مصحوبة بخبز أبيض يسمى "البولانجي أو الكومير" . وبين الفينة والأخرى كان المطعم المدرسي يقدم لنا قطعا من الشوكولاطة أو حبات من التمر أو التين ، كما كان يقدم لنا السمك المصبر داخل الأقسام أيام الشتاء القارسة لتدفئة أجسادنا الغضة والطرية . أما في نهاية السنة الدراسية فكانت توزع على التلاميذ المواد الغذائية عير مستهلكة،كالزيت والزبدة والتمر وغيرها خوفا من انتهاء صلاحيتها خلال عطلة الصيف . استمر الوضع على هدا الحال من بداية الاستقلال إلى غاية أواسط التسعينيات ، فمادا وقع بالضبط ؟ فضيحة المطاعم المدرسية : في أواسط التسعينيات شهد المغرب ما بات يعرف بفضيحة المطاعم المدرسية التي جرت 45 مسؤولا بوزارة التربية الوطنية إلى المساءلة ،بعد هدا الحدث/الفضيحة توقفت المساعدات الغذائية التي كانت تقدمها الدول المانحة للمطاعم المدرسية المغربية ، فحصل تعير ملحوظ على مستوى الوجبات الغذائية المقدمة للأطفال ، لقد أصبحت الوجبات تقدم مرة واحدة وهي عبارة عن نصف علبة بسكويت أو قطع من حلوى "طوفيطة" أو جبنة أو سردين أو مربى. إن الوجبات الحالية لاتسمن ولا تغني من جوع ،ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تعتبر تغدية كاملة ومتوازنة ،وتتوفر على السعيرات الحرارية الضرورية بالنسبة للطفل الدي يوجد في مرحلة النمو . المأمول : ليس من المعقول بتاتا أن تضل التغذية بالمطاعم المدرسية فقيرة على مستوى الكم والكيف ، فإدا كان التعليم أولوية فيجب تفعيل دلك بالرفع من النسبة المخصصة للتعليم في الميزانية العامة ، ولما لا فرض ضرائب على الشركات والثروات الكبرى ليساهم الجميع في دعم الإطعام المدرسي . الصديق كبوري