نقلا عن مصادر مقربة من القنصلية الاسبانية بالناظور ، علمت شبكة العيون 24 الإخبارية ، أن هذه الأخيرة لا تستبعد نقل مقر قنصليتها من الناظور إلى وجدة في خطوة تجد تفسيرها حسب ذات المصادر في المكانة المهمة التي ستحظى بها عاصمة الجهة الشرقية مع نظام الجهوية الموسعة و التقسيم الجهوي الجديد و كذا إمكانية فتح الحدود المغربية الجزائرية مع ما يفرض ذلك من ضرورة إعادة التوزيع الجغرافي للقنصليات الاسبانية على المستوى المغاربي . كما أن هذه الخطوة قد تجد تفسيرها في تكاثر زبناء هذه القنصلية المنتمين لباقي عمالات و أقاليم الجهة الشرقيةكوجدة, تاوريرت, بركان و جرادة مقارنة بالناظور و المشكلين أساسا من المهاجرين الشباب الذين هاجروا إلى الديار الاسبانية مطلع تسعينيات القرن الماضي. وبغض النظر عن مدى وجاهة هذه الأسباب الموضوعية التي تتناقض مع الثقل التاريخي و الثقافي الذي يربط الناظور باسبانيا, فان ثمة حسب العديد من المتتبعين أسبابا ذاتية أخرى قد تسرع ربما من إمكانية اتخاذ قرار النقل هذا. يتعلق الأمر حسب ذات المصادر بالعلاقات المتوترة بين القنصل العام لاسبانيا بالناظور و عامل إقليمالناظور الحالي الذي منذ تعيينه ، لم يستقبل القنصل بمكتبه سوى مرة وحيدة بتاريخ 03 شتنبر 2010 بمناسبة تعيين هذا الاخير قنصلا عاما ، وهو ما يشكل استثناءا مقارنة مع العمال السابقين الذين حافظوا على علاقات متوازنة مع القنصلية الاسبانية. تلك العلاقات التي توترت فيما يبدو بسبب التساهل وغض النظر عن تصرفات بعض الفاعلين المحليين الذين صعدوا من احتجاجاتهم سواء بباب مليلية أو عند اقتحام منابع المياه بترارة و اياسنن و محاولة قطع المياه المزودة لمدينة مليلية المحتلة. و قد طالت مثل هذه التصرفات التي يصفها جل المتتبعين بالطائشة والاستعراضية مقر إقامة القنصل الاسباني المتواجدة بكورنيش الناظور أين يتم وضع سنويا منصة للسهرات طيلة فصل الصيف في الجهة المقابلة لهذه الإقامة و السماح لأحد الأشخاص ببيع و تشغيل اسطوانات موسيقية بصوت جد مرتفع وكذا تراكم الازبال و تجمع عدد كبير من المتشردين في احد المنازل الآيلة للسقوط عند الواجهة الخلفية لإقامة القنصل مما يشكل إزعاجا حقيقيا لكل الساكنة المحيطة. في الجهة المقابلة و في خطوة انتقامية واضحة وجهت القنصلية الاسبانية جام غضبها على المواطنين المغاربة البسطاء الذين يقصدون مصالحها للمصادقة على بعض الوثائق أو لطلب التأشيرة ، حيث لوحظ بالتوازي مع هذا التوتر، رفض وتماطل غير مسبوقين في تسليم التأشيرات لمواطنين يتوفرون على كامل الشروط المطلوبة و لشخصيات كبيرة من قبيل رئيس المجلس الإقليمي للناظور و الإمعان في استقبال المواطنين المغاربة في ظروف لا إنسانية تعبر عنها طوابير المنتظرين كل صباح أمام بوابة القنصلية