لا شك أن عوائق كثيرة تسبب في عرقلة إنجاز عدد من المشاريع التنموية بقبيلة بني سيدال الجبل وتهدف في نفس الوقت إلى تهميش القرى الوعرة المسالك كالتنمية البشرية التي تقتضي بالإرتقاء بالمجال القروي الأقل تطورا من حيث التجارب والكفاءات اليدوية المنتسبة مثلا إلى صناعة الفخار المشتهرة ببني سيدال الجبل، كما يمكن وصف الإنسان القروي في حد ذاته كبادرة في تطويره على مستويين يعدان من أبرز محركات الإقتصاد المغربي، الفلاحة والصناعة التقليدية كجزئين أساسيين ، لكن هناك أياد خفية تعمل على إقصاء قبيلة بني سيدال الجبل من الإنجازات المستحقة ، وهناك من يصف هذه الأخيرة مجرد جبل يسكنه الأميون فقط ،مقلق جدا أن نسمع بلغو لا يلهث وراء سماعه إلا هؤلاء ،فقط لكي لا نشير بأصابع الإتهام إلى أحد ،فقد دأب في تدخلات أحد المنتخبين الجماعيين بجماعة بني سيدال الجبل في اجتماع عهد الثمانينات من القرن الماضي أن يتدخل بكلامه حول إنجاز مشروع ما بالمنطقة فقال بحنكة اللسان”الفصة الفصة أعمر”فلم يسمعه الرئيس جيدا طالبا منه إعادة كلامه فرد عليه “كتفصلها كتفصلها أعمر” وهذا جزء من بعبع الأمية المنتشرة في أغلب المنتخبين في جماعة بني سيدال الجبل ، هناك طبعا من يعرقل منجزات الجمعيات التي كلفت عناء نفسها محامية على القبيلة رغم أنف بغض البخلاء كي لا تبقى الساكنة دمية في أيدي المتلاعبين بميزانيات الجماعة ،خاصة أن هذه الجمعيات لا تعنى بشؤون المملكة السعيدة ،بل فقط جمعية إيطالية غير حكومية بتعاون مع جمعية مغربية كانت قد قامت بمشروع غرس نحو 800 هكتار بميزانية تقارب المليارين سبق أن ذكرناها في مواضيع سابقة ،وإلى حد كتابة هذه الأسطر لم نرى أي من مسؤولي القبيلة سبق أن سائل الجماعة حول كيفية تشتيت كم هائل من الأموال مقارنة بساكنة المنطقة التي لا تتجاوز العشرة آلاف نسمة، في شجيرات زيتون لم يتم على غرسها الثلاث سنوات التي أوصت الجماعة بتدبير حمايتها حتى احترقت ، وهنا نذكر على سبيل المثال قدوة الملك الراحل الحسن الثاني التي كان يتمتع بها في أفكاره ،كان يود أن يكون دائما الفلاح الأول في مملكته ،ويأمر خدام الدولة ببادرة تكثيف وتشييد السدود وخلق خطط لنجاح عامل الفلاحة لتحقيق طموحات الدولة في أن تكون الرائدة في هذا الميدان إفريقيا ، وهنا يطرح السؤال نفسه ،هل للرئيس الحالي أي حسابات مع جماعة انتخب ليكون مسؤول التدبير فيها ؟ أم أن هناك مستقبل قريب للقبيلة لا يود الكشف عنها ؟ لا نظن