رغم ما بدا من تجنيد أمني بمختلف أجهزته لضمان مرور سلس لعودة الحجاج الناظوريين مساء اليوم من المدينةالمنورة فإن المنظر في مطار العروي كان يحيل للفوضى التي يبدو الا مفر منها في كل ما يتعلق بالناظور فالحجاج العائدون على متن طائرة الخطوط الملكية المغربية مساء اليوم عاشوا أولا تأخرا في الإقلاع من مطار جدة ثم إضطروا للإنتظار ساعتين أو أكثر بمطار العروي في إنتظار أمتعتهم و معهم حجاج مدينة الحسيمة الذين نزلوا بالعروي أيضا في الوقت الذي كان فيه على حجاج تطوان الموجودين على نفس الطائرة إنتظار نفس الزمن قبل الإقلاع لمطار طنجة، و بين سيل المئات من الأشخاص الذين حجوا لإستقبال الحجاج العائدين إنتشرت الفوضى أولا بإغلاق مبنى المطار الذي حرم المواطنين من قضاء حاجياتهم الطبيعية بشكل عادي و أجبر النساء في كل مرة على التوسل للدرك لمنحهن ميزة إستعمال مراحيض المطار، كما أن إغلاق مبنى المطار ترك العائلات بلا ماء أو مواد غذائية طيلة 5 أو 6 ساعات من الإنتظار و حتى مسجد المطار لم يسلم من الإغلاق في الوقت الذي لا نعرف كيف تفاهم طرف ما مع طرف آخر لإبتزاز العائلات القادمة لإستقبال حجاجها بإجبارهم على دفع 7 دراهم مقابل دخول سياراتهم بالباب... لقد ظهر واضحا بحضور محمد جلماد رئيس المنطقة الامنية بنفسه للتهييئ لهذه العملية أن السلطات قد منحتها ما تستحق من إهتمام و لكن عدم تغطية كافة مرافق المطار و ضعف الغعداد اللوجيستي و ما ظهر من عدم تفاهم و تناغم بين رجال الأمن و الدرك حيث كل بدا و أنه يغني في واد غير واد الآخر مع ما لاحظه المواطنون من إستعمال بعض رجال السلطة سياراتهم الرسمية (و على رأسهم باشا بني انصار) للتمكن من إدخال أفراد عائلاتهم لداخل مبنى المطار في الوقت الذي يرابض مئات آخرون خارجه و ساهم أكثر و أكثر في الفوضى عائلات الحجاج الذين سدوا الطرقات و تجمهروا بشكل عشوائي أمام كل الابواب حتى حاصروا مخرج الحجاج و إضطر المنظمون لفتح منافذ أخرى... كل هذا و أكثر أدلة أخرى على أننا لا نزال عاجزين عن تنظيم أنفسنا بما يكفي و لو في عملية صغيرة كعودة 300 حاج عبر طائرة واحدة... و هو درس آخر لنا جميعا... الصور