حضر أكثر من 1000 شخص صباح الأربعاء 9 ديسمبر حفل افتتاح الندوة الوطنية حول معركة إغزار ن وشن ببني أنصار... هذا و أجمع المتدخلون في كلماتهم على أهمية تخليد هذه الذكرى، و مدى الدلالات التي تحملها و ما يمكنه أن تحمل من تأثير على حاضر و مستقبل بني أنصار و منطقة الريف كلها. و أكد يحيى يحيى رئيس المجلس البلدي لبني أنصار في كلمته أن المبادرة لتنظيم هذا اللقاء دليل على الرغبة الجماعية في استخلاص العبر من هذه المرحلة المهمة في تاريخ المنطقة، و أنه على يقين من أن كفاح الأجداد سيبقى حافزا لأحفاد المجاهدين حتى تتضافر الجهود لخوض معارك العصر الحديث، معركة التنمية المستدامة لمنطقة بني أنصار المجاهدة، معلنا عن توقيع اتفاقيات شراكة لإنشاء نصب تذكاري يخلد للذكرى و متحف للمقاومة بالمدينة مع تسمية بعض المؤسسات التعليمية بأسماء مجاهدي المنطقة، خاتما ان الجميع سيكونون جنودا مجندين وراء جلالة الملك في القضايا الوطنية الكبرى رابطا بين مساندة كفاح الشعب الفلسطيني و العمل من أجل تحرير الثغور المغربية المحتلة التحرير مؤكدا أن وضعية المدينتين السليبتين سبتة و مليلية ستجد طريقها إلى الحل طال الزمن أو قصر . من جهته أكد الدكتور مصطفى لكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومة و أعضاء جيش التحرير أن إقليمالناظور يعتبر مهد المقاومة الأولى التي انتشرت منها حركة التحرير في سائر أرجاء البلاد ، وأن أبناء المنطقة كانوا السباقين إلى الدفاع عن البلاد واستقلاله. فيما أكد عميد الكلية المتعددة التخصصات بالناظور الدكتور الخضير غريبي أن بني أنصار كانت مسرح أكبر المعارك وأن اختيار المعركة كموضوع للبحث و النقاش له دلالات مكانية ، زمنية و نوعية تعكس وعي المنظمين ، بربط الأجيال المتعاقبة بالتاريخ الذي صنع هذه الأجيال. هذا و تحدث يوسف السعيدي باسم اللجنة المنظمة في عرض مصور عن السياق التاريخي لمعركة ” إغزار ن وشن ” و عاد بالحاضرين في لحظات مؤثرة لصور متعددة من بطولات الأجداد في هذه المنطقة و من جانبه أشار مندوب وزارة الثقافة بالناظور السيد لحسن الشرفي إلى مكانة الذكرى المئوية ودلالاتها التاريخية . و بعد الكلمات المتتالية أفسح المجال لتكريم الدكتور حسن الفكيكي إبن الناظور البار و الذي قدم بشأنه الدكتور مصطفى الغديري ورقة تقديمية عرفت بالعديد من مؤلفات و مجهودات الدكتور الذي يعتبر شيخ المؤرخين بالمنطقة... إذ أن الدكتور حسن الفكيكي المزداد بتاريخ 15 يناير سنة 1933 بأغمير بني بويفرور إقليمالناظور ، والذي كرس عمره في البحث والتنقيب عن تاريخ المنطقة يلقب من لدن المهتمين بعاشق الريف في البحث التاريخي ، له مجموعة كبيرة من البحوث كما تتلمذ على يده العديد من الأساتذة في البحث التاريخي ، و بعد تقاعده من مهنة التدريس في فاتح أكتوبر من سنة 1993، يشغل حاليا منصب أستاذ باحث بمديرية الوثائق الملكية بالرباط . وللأستاذ حسن الفكيكي مجموعة من المؤلفات في طريق الإعداد، نظير “فهرس الوثائق الإسبانية المحفوظة بمديرية الوثائق الملكية. (1415-1912)”و”المقاومة المغربية للوجود البرتغالي بالشمال الغربي المغربي (1415- 1574)”و “مليلة والجزر المغربية المحتلة، (1859-1912)” و “المعاهدات والاتفاقيات المبرمة بين إسبانيا والمغرب (17671931)” و”قصبة فرخانة، معلمة بالشمال الشرقي المغربي” و “الأسرة البوبكرية الفجيجية”و “الروكي بوحمارة بالشمال الشرقي المغربي.” و “مدخل إلى الموسوعة التاريخية بإقليمالناظور.” و انتقل الحاضرون بعد ذلك لتكريم عدد من مجاهدي منطقة بني انصار وهم يحيى أحمد عمرو ومحمد الحموتي ، و الطاهر الصوبحي ومحند بنهدي باش، كما تم توزيع مساعدات مادية من قبل المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير على بعض المقاومين . وبعد تلاوة نص برقية الولاء المرفوعة إلى جلالة الملك محمد السادس ، اختتمت الجلسة الصباحية بتلاوة الفاتحة على أرواح شهداء معركة ” إغزار ن وشن” أما في الفترة المسائية فقد تم فسح المجال أمام الدكتور حسن الفكيكي لإلقاء عرض قيم تحت عنوان “حتمية تنمية الثقافة التاريخية” هذا و سيخصص اليوم الثاني من الندوة الوطنية لعدد كبير من العروض التي ستتناول بالدرس و التحليل و النقاش السياق التاريخي لمعركة إغزار ن وشن و المقاومة الريفية للتوسع الإسباني من مليلية في بداية القرن العشرين يذكر أن فعاليات اليوم الاول شهدت أيضا عدة أنشطة موازية كورشات للفن التشكيلي و معرض لكتب و صور المقاومة مع عروض في فن الفروسية.