تعاني ساكنة دواوير جماعة وكسان بإقليم الناظور منذ فترة لا يستهان بها من غياب الإنارة العمومية بمختلف المسالك و الأزقة نتيجة قطع التيار الكهربائي من قبل الوكالة التجارية للمكتب الوطني للماء و الكهرباء بمدينة ازغنغان بعدما عجزت هذه الجماعة عن تسديد ما بذمتها من ديون لذات الوكالة. هذه الديون التي تراكمت عن استهلاك الطاقة بالإنارة العمومية خلال سنة 2016 ناهزت حسب مصدر مطلع ما مقداره 182 مليون سنتيم، مما يوحي باستمرار انقطاع التيار الكهربائي عن مصابيح المسالك و الأزقة بمختلف أحياء و دواوير جماعة وكسان أمام ضعف ميزانية هذه الجماعة المشكلة أساسا من حصتها في الضريبة عن القيمة المضافة و كذا للمقدار المحدد في خانة مصاريف الطاقة بمقدار 52 مليون سنتيم. و قد بادرت الوكالة الوصية على قطاع الكهرباء بمدينة ازغنغان بقطع التيار الكهربائي منذ أزيد من شهر عن دوار سوطولازار باعتباره مركز تواجد مقر الجماعة قصد الضغط على المكتب المسير لتسديد الدين المتراكم لفائدة هذه الوكالة، إلا أنه بعد طول انتظار، وبالرغم من إعلام المصالح المختصة بعمالة الناظور و كذا بعد الاحتجاج على قرار قطع التيار عن دوار بعينه، تم تعميم هذا القرار عن باقي الدواوير و كذا عن مقر الجماعة منذ أسبوع. و قد أورد أحد النشاط بالمنطقة أنه و رفقة مجموعة من الساكنة لم يتلقوا جوابا شافيا بخصوص هذه القضية التي أصبحت تؤرقهم لا من قبل الجماعة حيث وجدوا ممثل السلطة المحلية في مواجهتهم و لا من قبل المكتب الوصي على الجماعات المحلية بعمالة الناظور الذي ربط هذا المشكل بالاستهلاك المفرط للطاقة العمومية و الذي تضاعف في السنين الأخيرة أكثر من ثلاث مرات حيث انتقل مقدار الاستهلاك السنوي من 52 مليون سنتيم لأزيد من 100 مليون سنتيم و ذلك نتيجة التخلي عن سياسة ترشيد تثبيت المصابيح العمومية و توزيعها و عدم تكثيف المراقبة للحد من جشع المستغلين للطاقة العمومية للمصالح الخاصة إما إرضاءا للبعض دون الآخر أو لعدم توفر الإمكانيات اللازمة. و جاء قرار حرمان ساكنة جماعة وكسان من الإنارة العمومية في عز فترات فصل الشتاء و الليالي المظلمة التي ستؤثر بدون شك على الوضع الأمني بالمنطقة ، حيث أصبح المواطن لا يستطيع التنقل ليلا إلا للضرورة القصوى تحسبا و تجنبا لأي مكروه يحل بأمنه الشخصي أو العائلي او المالي في ظل حالة الظلمة التي تشجع على ارتكاب أفعال السرقة و الاعتداءات. و أعرب بعض نشطاء المنطقة عن أملها إيجاد حل في القريب العاجل لإشكالية غياب الإنارة العمومية لأنه يحز كثيرا في أنفسهم أن تتراء إلى أبصارهم مصابيح الإنارة تؤدي دورها في محيطهم من باقي الجماعاتكازغنغان و بني بويفرور و بني سيدال و سلوان في حين يسود الظلام الدامس في أحيائهم.