مقال بعنوان” هذا أنا وهذه مدينتي” نُشر بموقع أريفينو بتاريخ 15/6/2009 نال نصيبا وافرا من الردود والانتقادات،أكثرها كانت جارحة وحارقة إلى حد بعيد، مست شخصي تحديدا وليس النص، مع أن أسوأ النقد ماكان متجها ليس إلى العمل ،إنما إلى صاحبه،بعضهم عزا مضمون النص إلى العقم، ولم يعزُ العقم للخبث الذي في داخله، حيث مكمن ضغائنه ، هناك تتعرش أحقاده مثل سرطانات خبيثة،ثم تخرج من الأفواه على شكل كلمات بذيئة، وجارحة، وتشي بوعي زائف لأصحابها، البعض الآخر احتقرني بشكل صبياني،وعيرني بالمنزل حيث أسكن،والثالث وجد في شخصي تربة خصبة حيث دفن أحقاده،جردني من أي قيمة، واستصغرني، ولم يرضه أن أكون نائب رئيس جمعية، ولا حتى أستاذا،وإزاء هذا العجب يتعذر فهم دوافع هؤلاء لهذا الهجوم الأرعن، فهل أسبابهم من القوة بحيث تبرر لهم الإساءة إلى الأشخاص بهذا الشكل الأعمى؟!.. إنه، والله، إرهاب من نوع آخر،إذا كان الدافع هو المقال،فهم أخطأوا قراءته عن جهل وصَلف،فغابت عنهم من المعلومات حصة الأسد ولاسيما كثيرها الغائب في قليلها الحاضر، وإذا كان دافعهم هو أكل لحمي ، فأنا أرد عليهم بما قاله الشاعر: أرى العنقاءَ تكبُر أن تُصادا فعاندْ من تطيق له عنادا وبالمقابل هناك من استساغ المقال عن ذوق أدبي رفيع، ولهؤلاء ، ولقلوبهم الكريمة أعترف بأنهم انتشلوني من الوحل الذي ألقاني فيه بعض ضعاف النفوس لا لشيء سوى أني عبرت عن رأيي في مدينة أحبها حتى النخاع،لقد رفعتم أسهم معنوياتي، وسيظل بَنْكي بكم، وبنقدكم البناء،يُدِرّ أرباحه في سوق بورصة يسيطر عليها أنذال أثرياء لكن فقراء، غناهم الحقد أما فقرهم فهو الحياء، والأدب، والأريحية ،أشرفهم هو أخبث الناس طوية . بكلمة أقول لكم أصدقائي: شكرا لكم. ولمن جرحني، دون سبب،أدعوه ليتأمل وجهه في المرآة. وتأسيسا على كل ما سبق أجدني مضطرا لأن أوضح بعض الأمور، والحق أنه كان يمكن أن أترفع عن كتابة هذا الرد ،إيمانا مني بأن ا لأشخاص إنما ينفق كل واحد منهم مما عنده كما قال سيدنا المسيح عليه السلام ردا على حثالةٍ من الناس أهانوه و أصحابه الحواريين في الطريق، فمن يمتلئ قلبه بالحقد، والضغينة، وكره الآخر لا يمكن أن يكون إلا قذارة ليس إلا..ولكل هذه الأسباب حملني بعض الأصدقاء على الرد، وبإلحاح. كلمة في حق أريفينو إشعاعُه أوضحُ من أن ينكره أحد،له في كل منزل ريفي حرّ ٍسمعةٌٌ،وله في كل ناحية مثل ، هو على لسان الصغار قبل الكبار، كان ولا يزال يأتينا بالبشارة،و كالمصباح يضيء الطرقَ للمارة، يأخذ بيدهم، وينير لهم الشعاب مرة بعد مرة، فتحية لفريق العمل فيه.ومن جهتي لن أنسى أبدا كيف أن الموقع وقف إلى جانبنا حين أسسنا جمعية” باصو”، وكيف آزرنا في اللقاءات التي عقدناها في هذا الشأن ..هذا جميل لا ينسى والله.ومع ذلك أنا عاتب عليكم لأني لم أفهم كيف تسمحون بنشر ردود سخيفة، وصبيانية، وبلغة ركيكة لمن يجرد من نفسه قاضيا ليحكم على الآخرين لمجرد أنه يتبرم منهم، ولا ترضيه بعض الآراء، كيف يجسرون على نقد نص وهم يجهلون أبسط قواعد الإملاء، أما الأخطاء المعرفية فهذه تؤكد معدنهم الرخيص.من جهتكم- إخوتي- شددوا الرقابة على ما يُنشر من ردود، ولاسيما السباب، والشتم، وأكل لحوم الآخرين، وانشروا بالمقابل ما له صلة بما كتب، في فكره، ومنهجية بسط قضاياه،وكذا في طرح إيديولوجيته... أما أن يفرغ هؤلاء مكبوتا تهم بهذا الشكل، فهذا أمر يبعث على القيء. مرة أخرى تحية لكم،فأنتم متميزون ...احتراماتي الأخوية. شخابيط ولخابيط نانسي عجرم كان مفهوما لو أن بعض الردود سلطت الضوء على مضمون النص، لا عن صاحبه،لقلنا ألف آمنا، أما وقد أمطرتني هذه الردود بكل النقائص، فمن عجب أن يكون أصحابها من أبناء ريفنا العزيز.، فما هكذا يكون النقد والله!،أم أن النقد عندهم هو أكل لحم غيرهم. هذه الردود كانت أشبه بشخابيط ولخابيط صغار نانسي( هِم ) عجرم، لا تنم سوى عن حقد دفين يتعرش، في دواخلهم، بترولا مشتعلا ، فتخرج كلماتهم من أفواههم الكريهة متفحمة وملوثةً كما هي قلوبهم. يكتفي بعضهم بكلمات ركيكة، لكن مأفونة كما هو أصله، لينقد نصا لم يفهمه، ويصر على عدم استساغته، فقط لأن كاتبه هو ابن مدينته. رسولنا الكريم قال:” قد يبصر أحدكم القذى في عين أخيه، ويعمى عن الجذع في عينيه”. من يقرر الصواب في هذه الحالة حين يتعلق الأمر بالكتابة عن موضوع ما؟ إن الحجاج أسلوب حضاري حين يعتمد على بسط فكرة الغير ودحضها للوصول إلى مرامٍ يستفيد منها الجميع، في حوار أنيق تدعمه الحجج والبراهين بغية أن يساهم الجميع في فتح نوافذ هنا و قنوات جديدة هناك، كل ذلك في أفق إضافة ما أغفله هذا،أوإنهاء ما بدأه ذاك لأن الأشياء لا تكتمل أبدا، أما إصدار أحكام قيمة مجانية، بدعوى النقد، فهي أساليب رخيصة، وهي من باب” من يسكت ألفا وينطق خلفا”( الخلف هنا كناية عن التخلف وليس شيئا آخر). اُكتب فنحن كاتبون دعاني بعضهم- متوهما- لأن أراجع أوراقي، وأحسن من أسلوبي( يدعوني لهذا، وهو الغبي يرتكب أخطاء إملائية لا ترتكبها حتى ابنتي الصغيرة في الروض)، متى سيفهم هؤلاء أننا لن ننتظر نحن- كتاب الرأي-ضوء أخضر أو إشارة من أحد من أجل الكتابة،إنها مهنة حزينة كما يقول حنا مينة، ولعل حقد هؤلاء يبرر ذلك،إنها حزينة فعلا، ونحن راضون بها، أنا شخصيا أشتهي الكتابة كما يشتهي الرجل المرأة، هي عالمي الجميل،والمخملي المفضل،لذا أؤكد لهؤلاء “إِمَرْقَاضْ” وليس النقاد أن كلماتهم إنما تُرد إلى نحورهم، وهي لن تهز قلمي قيد أنملة، واهمون أنتم إذا فكرتم باني سأتوقف عن الكتابة لمجرد كلماتكم النابية، التي تخرج من الشرج بدل الأفواه، لتبعث على روائح كريهة، ثم لحسن الحظ تزول بسرعة؛وبكلمة: هذه الردود، بالنسبة لي، مجرد ضرطة في فلاة ليس إلاَّ. حين أمطر بعض ضعاف القلوب الأستاذين- على سبيل المثال لا الحصر- بوزيان موساوي، وعبد الرحيم هربال بردود مجانية، رخيصة، لم يتعدَّ هؤلاء الناحية السلبية أبدا،فهم لم يحركوا فيهما شعرة واحدة، هل أضرب أحدهما عن الكتابة، وهل غير أحدهما جلده لمجرد كلمات ساقطة،انداحت ثم انزاحت كخيط دخان ، أقصى ما فعلت أنها خلفت روائح كريهة، ثم لم تكن، ولكن الأستاذين كانا، وسيكونان هنا رغم الداء والأعداء، والمجد للشاعر العظيم شكسبير الذي علمنا إما أن نكون أولا نكون. ونحن اخترنا أن نكون( أقصد كل الأحرار من حفدة عبد الكريم الخطابي). حل المشاكل أم طرح القضايا آمنت دائما وبقوة بمقولة صاحب المقدمة ابن خلدون إذ يقول:” العلم علمان: علم ُحمل ، وعلم استُعمل، ما حمل ضرَّ، وما استعمل نفع”، وأنا أعتبر أن كتاب الآراء من أبناء ناظورنا إنما يمنحون الرؤية لزوار المنابر حيث يكتبون من أجل هذا النفع ليس إلا، وبالمقابل على القراء / القضاة أن يحاكمونا من أجل هذا النفع أيضا لكن دون استهزاء، ولا صلف؛ والسؤال هو: هل كتابة المقالة، أو نظم قصيدة، أو أي جنس أدبي آخر تنحصر مهمته في إيجاد الحلول لمشاكل الإنسان في صراعه مع الحياة؟ الجواب طبعا بالنفي لأن مهمة الأدب، والفن بشكل عام هي طرح القضايا طرحا صحيحا بحيث يعمل الأديب على لفت القارئ إلى الأشياء من حوله ، دوره أن يأخذ بيده كأنه أعمى،ينير له الطريق،يكشف له المستور بعد أن يفضح له الواقع المر،في وجهه القبيح بدون مساحيق، ولا ماكياج، وبفضل هذا الأدب يتبدى الواقع عاريا ،تماما، في يومه ، وغده ، كما السيف حين يجرد من غمده،كل ذلك من أجل حمل القارئ لأن يعرف ما لم يعرف، وينتبه لما غاب عنه هنا وهناك،ثم لا يَفُته أبدا أن يغمره بالحماس رغم كل شيء، ويعلمه تاليا ليس كيف يعيش بل كيف يصح أن يعيش، أما القول بأن الأدب إنما تنحصر وظيفته في إيجاد الحلول لمشاكل الإنسان،فهذا كلام من باب قبض الريح،ولو كان كذلك لاستطاع الشاعر الكبير محمود درويش رحمه الله أن يحرر فلسطين بمجرد قصيدة واحدة، ولتمكن قبله فيكتور هيجو، في مكان آخر، أن يغير من أحوال البؤساء في فرنسا. مقالي يصور حالة معينة، ويطرح جوانبها للفت الانتباه ليس إلاّ، وليس الهدف هو النيل من مدينتي، أو أهلها،أو البحث عن الشهرة كما ادعى بعضهم، مع أن إنسان اليوم- أي إنسان- هو مشهور وبطل لمجرد قدرته أن يعيش في هذا الزمن الرديء..لا كنتُ ، وساء ما أفعل لو فكرت مجرد التفكير في النيل من مدينتي، أو من إخوتي من أهلها. مناسبة هذا الكلام هوأن أحدهم كتب بأن مقالي يطرح القضية ، ولا يقترح الحلول، وقبل هذه الملاحظة وصف أسلوبي بالسوقي غير الراقي ، ولم ينتبه- عن جهل- لما فيه من كناية، ورمز وتورية. الآخر عيرني لأني نائب رئيس جمعية، لم يستسغ ذلك، وليلفظ حقده أو حسده ظن أنه لوى ذارعي حين لاحظ أنني أشتكي، ولم يلحظ – عن حسد هذه المرة- أنني اشتهي أيضا كما كل الناس ،ومن يشتهي لا أحد يمكن أن يوقف طموحه ، أو يثنيه عن أن يحقق أهدافه .استغربَ المسكين كيف أكون فاعلا جمعويا،ومنتميا لجمعية ومع ذلك أعجز ، ومعي رفاقي في المكتب،عن أن أجد حلولا للمشكل العويص الذي تشكو منه ساكنة “باصو”، ويقصد هنا السوق الكائنة وسط طريق رئيسية، مؤدية لعاريض، وهو يعني أكثر منزلي الذي يوجد بمحاذاة هذه السوق، بيتي هناك بين مطرقة السمك والخضر وسندان فوضى السيارات، والقاذورات. كنت أنتظر منك أن تتعاطف معي في هذا، لا أن تعيرني به، لا يهم، ذاك طبعك ، ولكن دعني أحيلك على “هسبريس” الجريدة المغربية الالكترونية لتقرأ الجزء الثاني من مقالي:” هذا أنا ,وهذه مدينتي” لتعرف كيف أتحدث بمرارة عن بيتي الذي عيرتني به...عيب عليك والله، هذه واحدة، والثانية،هل تعرف أيها الناقص أن هذه السوق ستطفئ شمعتها العشرين قريبا،بمعنى لا أنا ولا الجمعية، ولا الجن الأزرق يستطيع أن يغير هذا المنكر لأن القائمين على أمورنا في الناظور يتركون الحبل على الغارب، هذا يسترزق من هناك، وذاك يتمتع بما لذ من الخضر ، وطاب من السمك مجانا، أما الثالث فيربت على أكتاف الباعة في هذه السوق ويعدهم بالبقاء السرمدي، المهم أن يصوت عليه كما هو الشأن مع نذل مشهور في مهزلة الانتخابات التي مضت، أترى إنها السلطة البصرية( نسبة إلى إدريس البصري)، إنهم أنذال،يركبون رؤوسهم ومعهم سلطتهم ليكرسوا الشر،أما قضاء مصالح المواطنين ، والدفاع عنها، فهذه أمور ليست وراء الموقد، بالنسبة لهم ، بل خارج المطبخ أصلا.. لم يستوعبوا ، بعد، المفهوم الجديد للسلطة الذي دعا إليه صاحب الجلالة محمد السادس أعزه الله ، أما ثالثة الأثافي فهل تظن أنني راضٍ بأن أسكن مع أولادي في بيت محاط بمزبلة في سوق تقبع كعلامة فارقة وسط الطريق، معي طبعا كل الجيران، وبأننا لم نحرك ساكنا إزاء هذا المشكل، وهل تعرف أن أصواتنا بَحَّت، بعد أن طرقنا جميع الأبواب على مدار العشرين عاما(لك أن تتخيل هذه المدة)، لكن نستيقظ كل صباح لنجد الدنيا كما تعرفها ونعرفها،لا جديد، رؤساء المجلس في مدينتنا طالما وعدونا،وكثيرا ما قالوا، سلاحهم كما يعرف أحرار أبناء الناظور- ولستَ معنيا أيها الناقص- هو لغة” سوف نفعل”،وأنت ترى الآن لا زلنا نعيش على هذا التسويف الذي قد يرى النور يوما،وأملنا كببر في الرئيس الجديد المناضل طارق. أما عن جمعيتنا فأعضاؤها عازمون على المضي قُدُما لتحقيق الكثير رغما عنك، ولكنها لا تملك عصا سحرية لأن تنتشل باصو من إرث عمره عشرون سنة في يوم وليلة، وهي جمعية فتية لمَّا تطفئْ شمعتها الثانية. وبعد كل هذا تعيرني بأن بيتي عرشه في أرضيته مزبلة،فمن أية قذارة جُبلت أنت؟!.بالمقابل أليس من الأريحية أن تناضل معنا لتغيير هذا المنكر بدل صياحك كما البومة فوق ذات المزبلة؟ أستاذ,و حارس عام، ونائب رئيس جمعية باصو ,وأفْخَر. أكثرهم وقاحة ونذالة ذاك الذي كتب بفرنسية ركيكة بأني بعيد عن أن أكون أستاذا، أما لماذا فلست أدري..سبحان الله. ولك أن تعلم أني درست في الجديدة، وتمسمان، وأزغنغان،، وكونت أجيالا على مدار عشرين عاما، أكثرهم دكاترة الآن، وأساتذة، ومهندسو دولة،ورجال أعمال كبار،وشعراء، وفنانون حتى، لذا من هذه الناحية فأنا أديت مهمتي التربوية،وضميري مرتاح، الله نصرني فكان الفلاح إلى جانبي، يدعمني في كل ذلك، تلامذتي الأعزاء،و بركات أمي المقعدة الريفية الشريفة، دعواتها أمدتني بقوة وملأتني بأسا وتحديا لأمثالك،وسأواصل مهمتي كحارس عام، وكنائب رئس جمعية باصو بنفس الهمة والوتيرة إن شاء الله، أما أنت فأقول لك ما قاله الشاعر: والنجم تستصغر الأبصارٌ رؤيته والذنب للطرْف لا للنجم في الصِّغَر أشك أنك فهمت معنى البيت، أشك لأنك ترتكب أخطاء إملائية فادحة لا تليق بمن يدعي نقد ألآخرين، وقبل أن تتبرم من كتاب الآراء جرد من نفسك قاضيا ، واحكم على نفسك أولا. وبالمناسبة أنا مستعد أن أقدم لك دروسا في الدعم باعتباري مدرسَ لغة ومجانا، سأعلمك النحو ، والإملاء.. لك فقط أن تتصل بي في مقر الجمعية. خفافيش الظلام كتبتُ مقالا نُشر في هسبريس عنوانه ” حيوانات تلفزيونية”خصصته للحديث عن ظاهرة التعلق الغريب بكل الشاشات، وإذا تأملتم معي حالنا ستجزمون بأننا كأطفال صرنا أمامها، لا نكف عن الصراخ في غياب المصاصة،وهي ليست سوى جهاز التحكم عن بعد، أو هذه الفأرة اللعينة التي تجعلنا نستمرىء شكلها ، وكما القطط نداعبها،وبغض النظر عن مناقب ألانترنيت، فلا أحد يماري في هيمنة مثالبها، ولعل ما يعنيني هنا هو كيف يتحول مستعملها إلى شبح، يقبع في غرفة مظلمة،مثل بطل هتشكوك،فيبدأ في النقر، ليس على الملمس، إنما على صدره ليفرغ كل حقده على كل الأحرار من مدينة الناظور، من كتاب الرأي الذين يحاولون أن يدلوا بدلوهم في الشأن المحلي الذي له صلة بمدينتهم المنسية، ، ثم يبعث بتعليق غريب يفرغ في ديباجته حقده، أما نصوصنا فهي مجرد تَعِلَّة لرسم كلمات على شكل “شخابيط” كما أسلفت حول نص يتأمله ولا يفهمه، فقط هي حروفه التي تتراقص أمام عينيه دون أن يكلف نفسه استيعاب المعاني والدلالات المضمرة، هدفهم هو النيل من أصحابها برتوشات لا تشي سوى بأن أصحابها هم في حاجة لزيارة طبيب، مهما كان اختصاصه، ليس مهما..يفعلون ذلك دون أن يعلنوا عن أنفسهم كخفافيش الظلام، يكرهون، مثل كل جلادي السجون العربية، النجاح، يكرهون من يخالفهم الرأي،ويكرهون كشف المستور،لا يرضيهم النور، إنما الظلام مثل دراكولا تماما،ولكنهم لا يخيفون، هم لا ينشغلون سوى بإظهار العيوب، وحتى لو لم تكن موجودة، فهم يعملون على اختراعها، وبتفنن،لذلك تجد أحدهم مثل هؤلاء الذين كتبوا ردودهم حول مقالي يجلس وراء الحاسوب، فيمطر غيره بوابل من الردود، أكثرها يبعث على الضحك، المشكلة أنه وأمثاله يفعلون ذلك، في البداية، كأمر من نفوسهم الخبيثة،ثم يتوهمون أنه واجب، ثم في النهاية يحترفون، ويصبح قذف الآخرين بكل النعوت هو شغلهم الشاغل، لا لشيء سوى أن أحدا خالفهم الرأي. وبدلا من ذلك، أليس من الحكمة، أن نضع اليد في اليد، لننخرط في الواقع، ونعمل على كشف الحجب عن كل مكامن الشر.. نفعل ذلك كرمى للناظور، ، حَسْبُها ما عانت، فلمَ نصبح إخوة أعداء؟!، إن ذلك لن يرضيها أبدا. كلمة أخيرة لست ضد النقد، ولكني ضد الأسلوب الذي ينقد به بعضهم، ثم من منا لا يخطئ، ألسنا بشرا مدنسين بكل الخطايا؟! ( من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر) فلماذا نتلذذ إذاً حين نسيء لبعضنا البعض، أليس المؤمن مرآة أخيه؟ واجبه أن يظهر عيوبه ،هذا صحيح إ لكن بأريحية، وأدب ، وليس بكلام لا يرضي الله، ولا عباده. إن الاختلاف في وجهات النظر حالة صحية، وإلا ما نكون نحن غير قطيع ليس إلاّ،وهذا يعني أننا يمكن أن نختلف في الآراء، ولكننا قد نكون أصدقاء، فما المانع؟ أنا لا أتعصب لأهلي،لأنهم أهلي، ولأ أعادي ألأجانب لأنهم غير أهلي، إنما أتعصب للجودة،والموهبة الحق،والأريحية حيثما كانت،أخي ليس بالضرورة من تجمعني به بطن واحدة، وليس أخي من يتكلم لغتي، إنما أخي هو من َأكتشفُ أن بداخله طاقةَ حب تسع الجميع بدون استثناء، كلمته الطيبة سواك فمه، وقلبه الأبيض بلون الحليب قَطْرٌ تُزِيل زخاتُه غُلتي، وكفه تسبق فمه حين يُغار علي لسبب أو آخر. هذا هو أخي. أما من يجتهد ليثبطني، ويعمل جاهدا على أن يرميني بأقبح النعوت فقط لأنني أخالفه الرأي،فأقول له:” القافلة تسير والكلاب تنبح”.