تعاطي المخدرات عن طريق الحقن يرفع نسب الإصابة بالسيدا بالجهة الشرقية فاعلون في الميدان يدقون ناقوس الخطر ويطالبون بإستراتيجية تراعي خصوصيات جهات المغرب يسعى فاعلون جمعويون ومهنيون بقطاع الصحة بالجهة الشرقية إلى تشكيل لجنة جهوية لتتبع ورصد الوضعية الوبائية للسيدا، إذ تشير الأرقام المتوفرة بهذا الخصوص إلى ارتفاع مستمر في عدد المصابين بالمرض، وكذا الحاملين لفيروس هذا الداء الفتاك، رغم الحملات التي تقوم بها الجهات المسؤولة وجمعيات المجتمع المدني. وأشار مشاركون في ملتقى نظم يومي الخميس والجمعة الماضيين بمدينة وجدة، إلى أن التقديرات بشأن عدد حالات السيدا ربما تصل إلى أرقام صادمة في غضون العام المقبل، سيما أن 17 في المائة من الشباب في الفترة العمرية ما بين 25 و44 سنة هم الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض الفتاك، خصوصا بسبب الإقبال على المخدرات القوية والعلاقات الجنسية غير المحمية. وتحتل منطقة سوس ماسة درعة المركز الأول، ضمن قائمة المناطق المغربية، إذ ينتشر داء فقدان المناعة المكتسب، السيدا، بنسبة 25 في المائة، تليها منطقة مراكش- تانسيفت الحوز في المركز الثاني، بنسبة 18 في المائة، تليها جهة مدينة الدارالبيضاء بنسبة 11 في المائة، علما أن الجهات الثلاث تشكل 54 في المائة من نسبة انتشار المرض من مجموع خريطة انتشار الداء في المغرب. وفي هذا الصدد، شدد المتدخلون على أن الأرقام المسجلة بالجهة تشكل 5 في المائة من مجموع الحالات المسجلة على صعيد جهات المغرب، غير أنه يبقى رقما “غير مطمئن”، ما يستلزم تعبئة كل الفاعلين بالميدان على صعيد الجهة وتنسيق الجهود للحد من خطورة هذه الآفة، إذ تشير التقديرات الرسمية على الصعيد الوطني إلى وجود 25 ألف مغربي يحملون الفيروس المسؤول عن الإصابة بالمرض، 47 في المائة منهم من النساء اللواتي يجلهن حملهن للفيروس، وهو ما يزيد احتمالات مساهمتهن في نقل الإصابة بالفيروس بين باقي المواطنين الأصحاء. واعتبر المتدخلون في أشغال الملتقى الذي عرف مشاركة عدد مهم من الجمعيات المتخصصة بالمنطقة الشرقية، أن تطور ظهور الحالات الجديدة بالمنطقة الشرقية في تزايد مطرد، سيما بسبب انفتاح المنطقة على واجهتين حدوديتين، ووجود يد عاملة متنقلة. غير أن من ابرز أسباب انتشار الداء ما تشهده المنطقة من ارتفاع الإقبال على تعاطي المخدرات عبر الحقن، واتساع أعداد عاملات الجنس، إذ تشكل الإصابة الناتجة عن العلاقات الجنسية وتعاطي المخدرات نسبا مقلقة، خصوصا بمدن مثل الناظورووجدة، وبركان. وفي السياق ذاته، تشير التقارير المنجزة على الصعيد الوطني إلى أن عدد المصابين بالداء في المغرب يكون أشرف على 4 آلاف إصابة بالعدوى، وهذا الارتفاع أصبح يشكل مصدر قلق متزايد في أوساط الجمعيات المتخصصة في المجال، كما تلقى الإستراتيجية الوطنية للوقاية من الإصابة بالداء انتقادات كبيرة بسبب عجزها عن وقف نزيف الإصابة بالسيدا بالمغرب، هذا في الوقت الذي تترقب الجمعيات ذاتها تسجيل مزيد من المصابين بالداء، موازاة مع عدم التزام الأشخاص باتخاذ الإجراءات الوقائية الضرورية، وعدم المبادرة بالكشف المبكر عن الإصابة بالداء، لضمان الشروع في أخذ العلاج الثلاثي المجاني. وفي هذا الإطار، دعت توصيات أشغال الملتقى، الأول من نوعه على صعيد الجهة، إلى الإسراع بإدماج مدن المنطقة الشرقية في الإستراتيجية الوطنية لمواجهة داء السيدا، وتركيز الجهود بين مختلف جهات المملكة من اجل صياغة تصور مندمج يأخذ بعين الاعتبار خصوصية كل جهة على حدة، مؤكدة في الوقت نفسه ضرورة تضافر جهود جميع القطاعات المعنية والمنظمات الحكومية المشتغلة في الميدان من اجل إنجاح هذه الإستراتيجية. عبد الحكيم اسباعي (الناظور)