الخطر المرعب يأتي هذه المرة من إقليمالناظور ، خطر يهدد التوازن الصحي بكل الجهة الشرقية ، خطر قادر على إفشال كل المشاريع التنموية للجهة ، ألا وهو الانتشار المهول لمرض السيدا مما دفع وزارة الصحة إلى إرسال أجهزة صحية إضافية للمستشفى الحسني بالناظور تستعمل لإجراء تحاليل وفحوص الكشف عن مرض فقدان المناعة المكتسبة، لمواجهة الإحصاءات المخيفة لعدد الإصابات بمرض السيدا . لم تفصح الدوائر الرسمية عن عدد المصابين بالإقليم بسبب ما أسمته المصالح المختصة ضمان سرية الإحصائيات المرتبطة بهذا المرض، ، غير أن مصادر محلية غير رسمية أكدت أن حالات الإصابة بالفيروس التي يتم اكتشافها صدفة أثناء بعض الفحوصات التي تجرى داخل أقسام المستشفى أو الحالات التي تتابع علاجها بشكل منتظم إنما تمثل عددا اقل بكثير من العدد الحقيقي الذي يصعب تحديده بدقة بالنظر لعدة اعتبارات تخص طبيعة تعامل المجتمع المغربي عموما مع مرضى السيدا، لكن الأخطر من ذلك تضيف ذات المصادر، غياب شبه تام على صعيد الإقليم للحملات التحسيسية التي تخص التعريف بالسيدا وطرق انتقال العدوى ووسائل الوقاية منه. وتربط تقارير حقوقية محلية بين ارتفاع عدد الإصابات بالسيدا في السنوات الأخيرة وشيوع استهلاك المخدرات لاسيما الصلبة منها، خاصة "الهيروين" الذي يوصف بأنه "سم اسود" يأتي على أرواح مدمنيه نتيجة تناولهم لجرعات زائدة منه، كما أن مخاطر انتشار مرض السيدا بين صفوف المدمنين نتيجة استعمال حقن ملوثة تبدو مؤكدة، خصوصا بين أوساط الشباب من الفئات الفقيرة الذين يمكنهم الحصول على جرعتهم اليومية بطرق سهلة، حيث ينتشر باعته بشكل علني أحيانا على الرغم من المجهودات الأمنية المبذولة، وهي الأرقام التي تؤكدها المعطيات حول الوضعية الوبائية لداء السيدا في المغرب. السيدا أصبحت واقعا ملموسا بإقليمالناظور ، مما يشكل خطرا حقيقيا على كل ساكنة الجهة الشرقية و تطلعاتها التنموية ، وضع يحتم تدخل المسؤولين ببرامج مستعجلة خاصة إذا عرفنا أن الإقليم يعرف انتشارا للبطالة بين فئة الشباب ، و استفحال تداول المخدرات القوية و تجارة اللحم البشري ، حيث أصبحت بائعات الهوى يعرضن أجسادهن على قارعة الطريق