نظم فرع اتحاد كتاب المغرب والمندوبية اٌلإقليمية لوزارة الثقافة وجمعية جسور للبحث في الثقافة والفنون بالناظور تظاهرة ثقافية وطنية في موضوع:”صورة الصحراء في الإبداع المغربي” على امتداد اليومين: 14 و15 يناير 2011 بالمركب الثقافي بالناظور. افتتح الأستاذ جمال أزراغيد الأمسية الشعرية بكلمة رحب فيها بفعاليات المجتمع المدني وبوسائل الإعلام الالكترونية وبالحضور الكريم ، ودعا الجميع إلى الوقوف لترديد النشيد الوطني على نغمات معزوفة الكمان التي عزفها الطفل محمد أمين خياط. وبعدئذ أعطى المسير الكلمة للسيد المندوب الإقليمي لوزارة الثقافة الذي رحب بالحضور الكريم بكل فئاته وبأعضاء اتحاد كتاب المغرب وجمعية الجسور بالناظور وبالشعراء والأساتذة المشاركين في هذه التظاهرة الثقافية لما لها من دلالات وأبعاد وطنية قوية. وأرجع فضل هذه التظاهرة إلى جمعية الجسور التي حاولت ربط الجسور بين شمال وجنوب المملكة. ورأى أن افتتاح هذا الموسم الثقافي 2011 بهذا الموضوع بمعية الجمعيتين الشريكتين يأتي إيمانا بما يمكن أن تلعبه هذه التظاهرات واللقاءات من دور في تعريف المثقفين بثوابت الأمة المغربية وبالأخص الوحدة الترابية ، وحمايتها من كل المغالطات والشوائب التي تحيك بها. من هنا، يتوجب على كل مواطن مغربي الدفاع عن ثوابت الأمة ، ولعل الفكر والريشة والكلمة المعبرة أهم الوسائل التي يحملها المثقفون والباحثون للدفاع أمام تكالب الأعداء. واعتبر هذه التظاهرة تجسيدا وتكريسا لوحدة النخبة المثقفة في رؤيتها وموقفها من الوحدة الترابية في تلاحم تام بين العرش والشعب .أما كلمة الاتحاد التي ألقاها الدكتور جميل حمداوي فقد أشاد فيها بالعمل المشترك مع جمعية جسور والمندوبية ألإقليمية التي ما فتئت تقدم خدمات جبارة في مجال دعم الأنشطة الثقافية المتميزة .واعتبر تنظيم هذه التظاهرة الثقافية حول موضوع “صورة الصحراء في الإبداع المغربي” العربي والأمازيغي ذات أهمية كبرى. ثم استعرض الأنشطة الثقافية التي أنجزها الاتحاد على الصعيد الوطني والتي كان موضوعها الصحراء في كل تجلياتها الدلالية والجمالية والفنية.وهذه التظاهرة واحدة منها تستحق الاحتفال الثقافي المتنور. أما كلمة جمعية الجسور فقد ألقاها الأستاذ جمال الدين الخضيري مقدما شكره لجميع المشاركين وللطرفين المدعمين لهذا النشاط الثقافي المتميز ماديا ومعنويا. ولعل موضوع هذه التظاهرة خير دليل ،فهي تسلط الضوء على قضية الصحراء ، قضيتنا الوطنية ووحدتنا الترابية في بعدها الأدبي والإنساني إبداعا من خلال مساهمات شعرائنا ، ودراسة من خلال بحوث ودراسات ثلة من الباحثين المغاربة. و لا غرو في ذلك، فالمثقف مشدود إلى واقعه ومتشبث بقضايا البلد ومقدساته. وأنذاك تناوب الشعراء والشواعر على المنصة ليلقوا قصائد وطنية في موضوع الصحراء والمسيرة الخضراء وهم : أحمد حنكور، نزيهة الزروالي، عائشة بوسنينة ، محمد العمالي ، الزبير الخياط،، إلهام أمجاهد. كما أتحف الشاعر الجزائري المقيم بالمغرب سعيد هادف الجمهور الحاضر بأشعاره الجميلة والمعبرة. وفي اليوم الثاني كان موعد الجمهور مع ندوة ثقافية انصبت على موضوع :” صورة الصحراء في الإبداع المغربي” التي أدارها الأستاذ جمال أزراغيد والتي استهلت بمداخلة للشاعرسعيد هادف الذي نوه بوجاهة الموضوع مما يعكس اهتمام المجتمع المدني واتحاد كتاب المغرب بالموضوع. وتحدث عن الصحراء كمكون جغرافي وبيولوجي وبيئي له التأثير الكبير على نفسية الإنسان الصحراوي .ومن هنا حضرت الصحراء كتيمة جمالية في العمل الإبداعي وخاصة الشعري ، تغنى بها الشاعر منذ القدم مع العمل على قهر وحشتها. وأبرز أن المغرب متنوع الخصائص الجغرافية من جبال وسهول وهضاب وبحار وصحراء. في هذه الحالة ، المبدع كمواطن لابد أن يتفاعل مع هذه المتغيرات ويترجم هذا المعطى في عمله الشعري.وآنئذ تتحول إلى تيمة إنسانية وسياسية … أما المداخلة الثانية التي تقدم بها الدكتور عيسى الدودي فقد تطرقت لموضوع :” قضية الصحراء في الشعر المغربي الحديث” . افتتحها بالحديث عن العوامل التاريخية والدينية والثقافية التي ساهمت في خلق الروابط المتينة بين شمال المغرب وجنوبه. واعتبر الشعر الجنس الأدبي الذي واكب قضية الصحراء منذ البداية. ولذا فهو حجة قاطعة على أن الصحراء مغربية ، حيث إن شعراءها و مثقفيها عبروا على هذه الروابط ،كالشاعر محمد سيداتي هيبة ومحمد بن أبوة البوحستي وغيرهما.كما أن شعراء الشمال بدورهم تناولوا هذه القضية وعبروا عن تشبتهم بصحرائهم والذود عنها بكل غال ونفيس. كما أن بعضهم تناولوا باللوم والتعريض الجيران الجزائريين والاسبان كشعر عبد السلام البقالي مثلا . واستدل بعدة مقاطع شعرية كأمثلة قاطعة على ذلك. وخلص إلى أن الشعر المهتم بقضية الصحراء وافر جدا . أما الدكتور جميل حمداوي فقد جاءت مداخلته موسومة بعنوان:” الصحراء في الإبداع المغربي” حيث بين أن الصحراء حضرت في التشكيل والأغنية والمسرح والشعر.. بقوة مع سنوات السبعينيات بعد انطلاق المسيرة الخضراء وتحقيق الوحدة الترابية.وهكذا استعرض حضورها في عدة نماذج فنية وأدبية لفنانين وأدباء ومسرحيين وسينمائيين مغاربة ليخلص أن السينما لم تتناول كثيرا مشكلة الصحراء، إلا بشكل هامشي مع أن أفلام عالمية قد مثلت بهذا الفضاء كفيلم” الرسالة” لمصطفى العقاد. كما فكك بنية القصيدة العرشية التي تحضر فيها تيمة الصحراء. وفي الأخير فتح باب النقاش ليتدخل الجمهور بمداخلات قيمة تناولت تغييب دراسة الجانب الجمالي من المداخلات ، وأدب الجهة ، ومهام المثقف العصري ، وقراءة في عنوان الندوة ،ووجود مسرحية بعنوان ” المستنقع ” لهشام حراك تتناول موضوع المحتجزين بتند وف… وبذلك اكتملت التظاهرة التي قاربت صورة الصحراء في الإبداع المغربي.