اريفينو خاص: كريم السالمي تحولت الأراضي اليونانية في الأسابيع القليلة الماضية إلى محطة نهائية لأفواج المهاجرين، بعد إغلاق السلطات المقدونية لحدودها البرية، وممارسة الاتحاد الأوروبي لضغوط كبيرة على اليونان من أجل الاحتفاظ بالمهاجرين وإيوائهم فوق ترابها. هذا فيما شبان مغاربة بينهم ناظوريون يرتبطون باتصالات مباشرة مع أقارب وأصدقاء لهم يوجدون بالعاصمة اليونانية أثينا، حيث يقبع حاليا مئات الشبان المغاربة في مخيمات مؤقتة أقيمت داخل ملاعب رياضية. اما وصول المجموعات الجديدة من الشبان المتجهين نحو اليونان، فتزامن مع أنباء أحداث العنف التي شهدتها مخيمات أثينا، والتي أدت إلى اعتقال نحو 100 مهاجر، جلّهم مغاربة و بينهم ناظوريون، حيث اندلعت أعمال عنف وتخريب داخل مركز الإيواء المؤقت. مسؤولون أمنيون يونانيون قالوا في تصريحات صحافية إن مهاجرين مغاربة تسببوا في هذه الأحداث، بعد محاولتهم فرض «إتاوات» على مهاجرين من جنسيات أخرى، في مقابل النجاة من أي مساس بأمنهم. أحد الشبان المغاربة الذين التقتهم «أخبار اليوم» في إسطنبول قادمين إليها من المغرب، ويوجدون في اتصال مباشر بما يحدث في اليونان، قال إن «أهم ما نسأل عنه قبل الوصول إلى هناك، ليس هل يوجد أكل في المخيمات، بل هل يوجد أمن لأن الجوع أهون من السقوط في يد الأقوياء في غياب الحماية». فيما خرج وزير يوناني ليتّهم المهاجرين المغاربة مباشرة بالمسؤولية عن أعمال العنف الأخيرة التي وقعت الأحد الماضي، ويتعلق الأمر بالوزير المنتدب في سياسة الهجرة، يانيس موزالاسى الذي قال إن ما يتوفر عليه من معطيات تفيد بمحاولة مهاجرين مغاربة ابتزاز مهاجرين من جنسيات أخرى، وإرغامهم على دفع المال أو التعرض للاعتداء. فيما وصفت مصادر إعلامية يونانية ما وقع في ملجأ المهاجرين بالمشهد الهوليودي، حيث تعرّض المكان لتخريب شامل بعد استعمال المهاجرين لكل المعدات الموجودة فيه من أجل تبادل العنف والدفاع عن النفس. «هناك مغاربة وجزائريون ويمنيون وإيريتريون في مكان واحد، ومن السهل جدا اندلاع المواجهة في مثل هذا المكان»، يقول رئيس بلدية باليو فاليرو، حيث يوجد الملجأ، في انتقاد غير مباشرة لعملية الإيواء هذه. نقل المهاجرين المغاربة إلى أثينا جاء بعد قرابة شهر على بقائهم عالقين في الحدود اليونانية المقدونية، وبعد تلقي اليونان مساعدات دولية، خاصة تلك التي حملها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مؤخرا. وشمل الإيواء المهاجرين المنحدرين، أساسا، من المغرب وباكستان ومصر والجزائر، والذين رفضت السلطات المقدونية السماح لهم بدخول ترابها في طريقهم نحو شمال وعبر أوروبا. الإجراء جاء في إطار تشديد المراقبة على الحدود الأوروبية لإيقاف تدفقات المهاجرين القادمين من دول أخرى غير سوريا والعراق وأفغانستان. فيما كشفت وسائل إعلام دولية أن هؤلاء المهاجرين شرعوا فور وصولهم إلى اثينا في الاتصال بشبكات تهريب البشر من أجل القيام برحلة جديدة نحو أوروبا. فيما كان إغلاق الحدود اليونانية المقدونية قد أسفر عن مقتل شاب مغربي وإصابة آخر بحروق خطيرة، بسبب الصعقات الكهربائية التي تعرضا لها خلال محاولتهما القفز فوق قطارات متوقفة والعبور نحو مقدونيا.