عاشور العمراوي [email protected] لا أعتقد أن مثل هذه الصور التي التقطتها عدسة كاميراتنا عزيزي القارئ ، تستوجب مقالا للتوضيح سواء جاء أسفلها أو أعلاها . فالصور تعبر عن حجم الكارثة التي وصلت إليها حالة القرية التي يرأسها رئيس جماعة يقول في حقة من التقيناه هناك، أنه غير منتخب بالشكل المعلوم لمفهوم الإنتخابات ، بل فرض نفسه بقوة المال الفاسد الذي يأتي من تجارة المخدرات والعقارات والصفقات المشبوهة، رئيس يهدد كل من تجرأ على معارضة رأيه أو إرادته ، قال أحدهم إنه الفرعون رغم وجود دولة القانون الذي تسهر على تطبيقه مؤسسات الدولة خاصة مؤسسة القصر، التي يأتي منها الملك لزيارة القرية كل سنة تقريبا، لكن السؤال الذي يفرض نفسه الآن هو ماذا بقي في القرية كعامل وعنصر إغراء كي تحظى بزيارة الملك؟ لقد نصحني بعض السكان بمغادرة المكان حفاظا على سلامة شخصي ، بينما ألتقط الصور لأضع من خلالها كافة أطياف الرأي العام المحلي والوطني وسط هول الكارثة التي أصابت جماعة القرية، ومع ذلك فقد تجاهلت التحذيرات وواصلت التقاط الصور معطيا الفكرة لهؤلاء السكان عن معنى التضحية من أجل التغيير والتنوير، فمزاولتي لمهنة الصحافة جاءت بعد تخرجي من مدرسة شارون ومدرسة الحجاج بن يوسف ليس إلا، ومبدأ هذه المدارس هو أن يتغير واقع دولتنا بمدنه وجماعاته أو نتغير نحن من سيئ إلى أسوأ أو من مقتول إلى قاتل. إن سكان القرية يستنكرون الكارثة التي آلت إليها جماعتهم ، تلك الكارثة التي تتفرع منها الكوارث لتصيب كل الإدارات والمدارس والمستشفيات والطرقات والشواطئ التي اسودت بفعل انهيار أنابيب الواد الحار والمجاري الخرائية وكل الأوساخ الممكنة، لتنتج عن كل هذا كارثة بيئية يستحيل احتوائها على المدي القريب، فأنا شخصيا استغربت بشدة صمت المنظمات البيئية العاملة بالإقليم ، وأتسائل أهذا الصمت يعتبر صفقة أم خوف من رئيس يخيف دولة القانون التي أحالت على القضاء أزيد من مائة مسؤول بإقليم الحسيمة، كما أتسائل مكان اختفاء عامل الإقليم الذي يهتم بالزوايا التي تنهب أموال المتخلفين، بدل الإهتمام بساكنة القرية ، أم أن القرية ستهدم بشكل كامل في إطار مشاريع سياحية ، وهذا يعني أن التهميش متعمد وممنهج لإخلاء المنطقة .