بادئ ذي بدئ، أعلن تضامني المطلق و اللامشروط مع ضحايا القمع و الإرهاب الوطني المغربي، تحية نضالية إلى كل المعتقلين الريفيين، و إلى سكان بوكيدار و آيث ورياغل عامة، … و تستمر معركة الريف من أجل عيش كريم رغما عن جيوش الخونة و رغما عن الدولة اليعقوبية الأليكارشية الفيودالية، ها هي دماء إريفيين تُسال مجددا على أرضنا العطشى للحرية،و يبقى الوضع على ما هو عليه، لتعود حليمة إلى عادتها القديمة. بتاريخ 2010/12/10 على الساعة الحادية عشر صباحا، برهن المخزن المغربي للعالم برمته، أنه ر يريد خيرا لا بالريف و لا بإريفيين، فقط يبني مؤسساته و سجونه و أبناكه لمزيد من مص لأموالنا، ليستفيد مثلث برمودا المغرب من عائدتنا، لذلك أرى من الضروري جدا من خلال الأطر الريفية المتواجدة بالمهجر وضع الملف الريفي لدى الأممالمتحدة، و لدى برلمان الإتحاد الأوروبي، و عند المحكمة الدولية بلاهاي، لمحاكمة المتسببين في الأوضاع الكارثية التي عاشها الريف على مدى نصف قرن. المفارقة المضحكة التي تظهر للعيان للنفاق السياسي لهذه الدولة الأليكارشية، هو أنه في الوقت الذي تقوم فيه بتسويق مشروعها القاضي بحكم ذاتي موسع للصحراء الغربية، فإنه في نفس الوقت تحارب كل المناضلين الريفيين الذين يدافعون عن طرح الحكم الذاتي للريف، فهذا مثلا المنسق العام للجنة التحضيرية لحركة من أجل الحكم الذاتي للريف السيد كريم مصلوح تعرضت عائلته لإرهاب نفسي، كان بطله الدرك الملكي، نفس الإرهاب تعرضت له عائلة المناضل الريفي فريد قيشوحي الذي كان ذنبه الوحيد تسير ندوة كانت تحت عنوان الحكم الذاتي للريف، و بدوره السيد أحمد يونس مدير جريدة نوميديا كان ضحية متابعات و استنطاقات مخزنية ضيقة، السبب في ذلك أن مقر جريدته استضاف مناضلين تحدثوا عن الاتونوميا للريف. لدي اعتقاد راسخ كون فقط اسم “الريف” يثير في نفوس أعدائه زوبعة من الهلاوس، و خوف مرضي، لذلك ليس من الغريب مثلا أن تقوم صحف حزبية، كلسان حال حزب الاستقلال، أن تقوم بشيطنة الريفيين، و ربط مجالات عملهم بالمخدرات و التهريب، بل تعدت إلى أبعد الحدود لتتهم نشطاء ريفيين داخل الحركة الأمازيغية بالتنصير و الانفصال، تهم غريبة حقا و خاوية تعبر دائما عن نفس الآراء المسبقة و نفس العداء التاريخي الذي يكنه الموريسكيون و الفاسيين للريف. أيضا حتى الصحافة التي تخال نفسها ” مستقلة”، تورطت في الحملة الهوجاء الريفوبية، خصوصا بعد نظم ريفيوا المهجر ندوة دولية ناقشوا فيها مستقبل الريف، و كذا بعد لقاء لوفن الذي جندت له المخابرات المغربية جنودها، و الذي تمخض عنه تخلي جريدة الصباح المغربية عن خدمات الصحافي الريفي سعيد العمراني لحضوره أشغال الندوة، و في هذا الصدد تم إلصاق تهم خطيرة لمناضلينا الشرفاء من قبيل العمالة و الإنفصال. في نفس السياق، نجد أن الدولة المغربية منعت أشغال المؤتمر الأول لمنتدى حقوق الإنسان بشمال المغرب، الذي كان من المزمع تنظيمه بأشاون، إذ بررت الدولة منعها إلى أن شعار المؤتمر يحمل أبعادا إنفصالية، لكن السبب الحقيقية وراء هذا المنع راجع إلى كون عبد الوهاب تدموري يحاضر و يشارك في الندوات التي تنظم حول الحكم الذاتي للريف. إنها معطيات تصب في خانة حرب هوجاء لا هوادة فيها على المناضلين الريفيين، و ضد مطلب الحكم الذاتي، إنها صور النفاق السياسي للدولة الفيودالية بأبشع تجلياتها. قبل أحداث بوكيدار فكرت، هل من الممكن أن يقوم المغاربة بمسيرة مليونية لدعم مطلب الحكم الذاتي للريف كم فعل الريفيون عندما دعموا مطلب الحكم الذاتي للصحراء؟ طبعا لا أستبعد ذلك لكون الشارع المغربي يسير وفق إملاءات السلطة و ووفق مصالحها، و مصلحتها في عدم منح حكم ذاتي للريف. و لكن اليوم بعد أحداث بوكيدار هل سيتضامن الشارع المغربي مع ضحايا القمع من الريفيين ؟ أ يضا أستبعد ذلك، لكن اليوم على ما يبدون نجد السلطة تغرد علة نغمة ” نعم للحكم الذاتي للصحراء / لا للحكم الذاتي للريف ” لكنه سيأتي يوم ستندم فيه على عدم منحها الحكم الذاتي لنا.