عمد ثلة من أعضاء لجنة التنسيق الوطنية لتحرير مليلية إلى قصد المعبر الحدودي ببني انصار، عشية أمس الأحد، وإشهار الأعلام الوطنية المغربية على طول ذات المعبر وصولا إلى البوابة الإسبانية به، وهو المعطى الذي دفع رئيس الحكومة المحلية لمدينة مليلية إلى التعبير عن غضبه ضمن ندوة صحفية قال خلالها بأنّه مُستاء من اللجوء إلى إشهار الأعلام المغربية بما سمّاها “المنطقة العازلة” على المعبر الحدودي المذكور . كما قال حاكم مليلية، خْوَانْ خُوصِي إِيمْبْرُوضَا، بأن استياء عارما يطال كافة المكونات السياسية المليلية جرّاء المبادرات التي يتمّ إعدادها بمحيط المدينة بزعامة يحيى يحيى، إذ قال بأنّ يحيى رئيس لبلدية بني انصار التي “من المفروض عليها أن تكون مُتَعَاونَة”.. وأورد أيضا بأنّ النشطاء الجمعويين المغاربة الذين حجّوا إلى بوابة مليلية على معبر بني انصار عشية الأحد قد أقدموا على إغلاقه لمدّة قاربت ال20 دقيقة قبل أن ينسحبوا ويعلنوا عن عزمهم معاودة الكرّة قريبا. وأردف إِيمْبْرُوضَا ضمن ذات الموعد بأنّ الأصوات التي تهدّد بنقل ملفّي سبتة ومليلية صوب اللجنة الرابعة من الجمعية العامة للأمم المتّحدة لا يمكن لها إلاّ “الإضرار بالمصالح المغربية”، إذ قال: “المغرب منشغل حاليا بنزاعه مع البوليساريو حول الصحراء.. وهو النزاع الذي دام لمدّة طويلة وينتظر منه أن يستطيل أكثر.. وبإمكان أي إثارة أممية لملف سبتة ومليلية أن يستنزف طاقات المغاربة وتقلص من احتمال نجاعة تحركاتهم التي تركز على ملف الصحراء في المرحلة الحالية“. وعرفت ندوة إمْبْرُوضَا مناشدته للحكومة الإسبانية المركزية بمدريد بأن تتعامل ب “حَزْم” مع المسؤولين المغاربة من أجل “إيقاف التحرشات بمسؤولي مليلية وساكنتها”، حيث قال: “لقد آن الأوان كي ينطق ثَابَاتِيرُو بكلمة واحدة لا غير في آذَان المغاربة.. وهي: كَفَى!!.. وعليه أن يُفهِم المغاربة بأنّ حجم المهام الملقاة على عاتقهم بالبلاد يرتبط بثقل المسؤولية تجاه إصلاح المؤسسات، وتنفيذ مخططات التنمية، ومعالجة اعوجاجات حقوق الإنسان.. وذلك بتعاوم وتنسيق مع الإسبان الذين ساعدوا المغاربة بالأمس ويساعدونهم اليوم، ومستعدّون أيضا لمساعدتهم غداً وبعد غد“. كما تطرّق رئيس الحكُومة المحلّية لمليلية للاحتجاجات الشعبية المفعّلة مؤخرا بالمغرب تجاه تحركات بعض المنابر الإعلامية الإسبانية وكذا السياسيين المنتمين للحزب الشعبي، إذ اتّهم المسؤولين المغاربة بممارسة “الخداع” وقال في تصريح ارتآه أن يلقى صارخا: “إسبانيا بلد حر وديمُقراطي تسوده روح القوانين والحرّية التّامة.. وعلى المغرب أن يلامس الممارسات الديمقراطية بشكل معادل لما هو مرصود بإسبانيا.. حينها سيتمّ تفهّم تحركاتنا ولن يحدث أي إشكال بين البلدين“. حري بالذكر أنّ إيمبروضا قد حاول بعقده لندوته الصحفية أن يمتصّ تنامي حجم القلق والتوجّس الذي يلفّ الأوساط السياسية والأمنية بمليلية، ومن بينها الحكُومة المحلية المتزعمة من قِبل الحزب الشعبي، وهو الإحساس الذي تعاظم منذ إعلان لجنة التنسيق الوطنية لتحرير مليلية عن يوم السبت من الأسبوع القادم موعداً لتفعيل “مسيرة تحرير” قيل بأنّها ستنطلق من وسط بلدية بني انصار وستتوجّه إلى ساحة إسبانيا بمركز الثغر المحتلّ.. وهو ما حذا بأجواء الترقّب إلى التنامي بعد امتناع المنظمين عن تقديم أيّ تفسير للطريقة التي سيتمّ بها الولوج إلى المنطقة الرازحة تحت التواجد الإسباني وما إذا كان ذات الولوج سيتم عبر اللجوء إلى اقتحام البوّابات أو بتقديم جوازات السفر للتمكّن من تخطّي الحواجز الأمنية الإسبانية