عملت شرطة الحدود المغربية المشتغلة على الجانب الشرقي من معبر بني انصار (الصورة)، حوالي 12 كيلومترا شمال النّاظور، على اعتقال صحفيين اسبانيين اثنين عمدا إلى التقاط صور بذات المعبر بعدما نفذا إليه قادمين من مدينة مليلية، حيث عملت الشرطة المغربية على احتجاز الصحفيَين المذكورين والمُشتغلين بصحيفة "إلْ رَاثُون" لمدّة ستّ ساعات مُتواصلة قبل إخلاء سبيلهما وتمكينهما من العودة أدراجهما صوب مليلية دون إكمال التحقيق اللذي كانا قد شرعا في إنجازه حول الاحتجاجات الجمعوية التي تشهدها بوابة مليلية بمعبر بني انصار خلال الفترة المتوترة الحالية من العلاقات المغربية الإسبانية. وأفادت مصادر خاصّة بأنّ عناصر أمنية مغربية، بعضها مرتد للزي الرسمي وآخرون مشتغلون بلباس مدني، قد عمدوا إلى التدخل لاعتقال كل من المُحرّرة "مَاكَارِينَا غُوتْيِيريزْ" والمُصوّر "لْوِيسْ دْيِيزْ" المُشتغلين لحساب جريدة "إلْ رَاثُونْ" اليومية قبل نقلها إلى مقر مفوضية أمن المعبر الحدودي انتظارا لتعليمات النيابة العامّة بشأنهما، خصوصا وأنّ الاستقصاء الأوّلي للأمر أثبت غياب أي تصريح بالعمل للصحفيين المُعتقلين.. وهو المُعطى ذاته الذي أكّدته مصادر مسؤولة من داخل وزارة الاتصال المغربية وأخرى من مركزية النقابة الوطنية للصحافة المغربية. ثلّة من الجمعويين المُحتجّين المُرابطين بمعبر بني انصار أكّدوا ضمن تصريحات مُتطابقة بأنّ اعتقال الصحفيَين الاسبانيين قد جاء بعدما أقدما على التسلل داخل منزل مهجور مُطل معبر بني انصار لالتقاط صور، قبل أن تُضيف: "بادئ الأمر ضنّ الجميع، ومن بينهم رجال الأمن، أنّ الأمر يرتبط بنشاط تجسّسي يمارسه محسوبون على خلايا الاستخبارات الإسبانية بالثغر المغربي المحتلّ.. إلاّ أنّ الأمر اتّضح فيما بعد بتقديم المُعتقلين لبطاقتيهما المهنية". الصحفيان الإسبانيان "غُوتْيِيرِزْ" و "دْيِيزْ" أطلق سراحهما بحلول الساعة السابعة والنصف من ذات اليوم وتمكّنا بعدها من ولوج مليلية وسط استقبال حضره عدد من الإعلاميين النّاشطين بالمدينة الرازحة تحت التواجد الإسباني.. هذا في الوقت الذي رفض فيه عبد المنعم شوقي، رئيس اللجنة التنسيقية لفعاليات المجتمع المدني بشمال المغرب وعضو اللجنة الوطنية للمطالبة بتحرير سبتة ومليلية والجزر التابعة لهما، اعتبار الاعتقال المرصود تحرشا بالصحافة الإسبانية الراغبة في الوقوف على حقيقة الانتهاكات الإسبانية المرصودة بمعبر بني انصار، مفيدا ضمن هذا الصدد: "لقد ألف الإسبان إنجاز ربورتاجات مصوّرة وأخرى كتابية بالمنطقة دون الاشتكاء من أي تضييق كان، إذ كانت آخر زيارة يوم الخميس الأخير فعّلها صحفيو مليلية هُوي وإينْفُو مليلية و إلبَايِيسْ وطاقم تلفزي لقناة إنْ كْوَاتْرُو التلفزية، حيث تمّ الأمر بعد الحصول على التراخيص التي تطلبها وزارة الاتصال المغربية، إلاّ أنّ الحالة الحالية نُعتبر معزولة وناشزة عن السياق العام للأحداث.. وتمكّن المُعانون من تبعاتها من إطلاق السراح دون أي إجراء قضائي يهمّ مُحاولتهم". وتجدر الإشارة إلى أنّ عمل الصحفيين على مستوى المعبر الحدودي ببني انصار قد حبل بعدد من حالات التضييق تصدّر عددها الجانب الأمني الإسباني بعدما بصم في الماضي على حالة تهديد بالسلاح طالت يونس أفطيط، مراسل جريدة الصباحية أنذاك، وكذا اعتداء على مراسل جريدة العلم، خالد بنحمّان، بعدما رصد الإسبان مُحاولة ولوجه للثغر المُحتل حاملا آلة تصوير فوتوغرافية.