دعوني أكون أبلها وليس حاقدا ، وأقرأ هذا التعبير محتكما إلى التركيب الكلماتي السطحي “”المؤدلج”"، ” الصراع العربي الإسرائيلي ” ثم أسأل باحتشام يغطي كل محياي، هل يعنيني أنا الأمازيغي هذا الصراع في شيئ؟ ألا يحمل التدخل الإيراني والأوروبي والأمريكي والصيني والروسي والتركي في هذا الصراع إلا ما لا يخرج عن هاجس التخطيط للمصالح المستقبلية لها كبلدان تسعى لتحقيق تفوقها وتمجيد ذاتها وهوياتها في عالم لا يمكن فيه الحديث عن أية هيمنة بعد أن عملت فيه وسائل الإتصال عملها وأردفتها التكنولوجيا المتطورة بسحقها لهذا المفهوم على مراحل…، وتصور عزيزي القارئ أن الفلسطيني يخجل من نفسه كعربي فيصبح ويمسي على عبارة ” لعنة الله على العرب ” ، ويقول أنه، ” لا يريد أي شيئ من الدول العربية ” يقولها بصوت عال تناقلته وسائل الإعلام، وأحيلك هنا عزيزي القارئ على قناة الجزيرة لسماعه بجوف أذنك….، وعليه أجدني هنا مضطرا لتساؤل شاذ في نظر العقل ، هل نحن قوم يعطي دون أن يطلب منه؟ وحتى إن حمل هذا الشعار في طياته ما يمكن اعتباره حسن وسخاء، فهل هذا السخاء يخضع للإرادة أم للإملاء الذي تمليه الحركية الأيديولوجية للتسلطن المؤسلم؟ ، ولك أن تتذكر أخي الأمازيغي الحر أن الذكر الوحيد الذي جاء على لسان الفلسطنيين لأعظم رموزك المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي ، كان على لسان إسماعيل هنية أيام محنته وشعوره بالضعف وهو يعمل على تهييج مشاعر الأحرار وفق المنظور السياسي والبرابرة وفق المنظور العرقي، حيث يتنكرون لأمازيغيتك التي تمنحك العزة والكرامة، ويصفونك بالبربرية التي لا تحمل في طيات نواياهم إلا الهمجية والعصبية والسفك والتدمير ، وقد أصادقهم في نواياهم عن البربر أولائك الذين سفكوا بكل الغزاة من أهل الغرق وأهل الرمان وأبناء عثمان ومعاوية من رفعوا شعار ” لا إله إلا الذهب ومحمد رسول قد ذهب ” ، وحتى إن كان هذا السفك همجيا ، فهو ينبع من الغيرة على العوائل باسم الرجولة وعلى الأرض باسم الوطنية، والغازي لا يقابل إلا بالقوة حتى إن تخللتها الهمجية وسوء الإنضباط والتصرفات الغرائزية الشاذة، لأن الإنتقام قانون لا تسري عليه القوانين الكونية مهما سمت وعلت. وقد أصبت بالغرابة الجمعة الماضي، وأنا أستمع لخطيب أمازيغي يتحدث عن الغزو ويفتخر من على المنبر في درس حول تمجيد الصحابة ، قلت في نفسي أهذا شذوذ لغوي أم ديني أم أنه استعمال متواصل للإسلام السطوي تماما كما حدث بالأندلس ، حيث أدى هذا النوع من الإسلام في آخر أيامه إلى صراع بين الخليفة وإبنه أبو عبد الله الخليفة المستقبلي الذي لم يكتب له الإستخلاف ، قلت تصارعا حول “شابة شقراء” من الشمال مما اضطر بهذا الإبن إلى التحالف مع الملوك الكاثوليك ضد والده الذي كان مهزوما أصلا، وقد كانت جائزته من الكاثوليك ” una patada en el culo ” ، قذفت به إلى مجاهل أفريقيا بعد أن قالت له أمه تلك العبارة الشهيرة عند صخرة ” el suspiro del moro ” ” لا تبكي كامرأة على ما لم تستطع استرداده كرجل ” فعند هذه الصخرة توقف وتحسر وبكى وتنفس عميقا . وتصور كذلك أخي الأمازيغي، أخاك طارق ” العبد المعتق الذي أصبح من الموالي لسيده السابق وجه الخراء موسى بن نصير” يغزو الأندلس ليلا دون علم أهل البلد بأية حرب ، ودون استعدادهم لأية حرب، وفي عز صباحهم الهادئ، يخضعون للمباغتة بالسيوف والرماح والخيول ، وهنا أدعوك أن تكون إنسانا وتتصور حجم الهلع، وإذا قيل بأن الله قال ذلك، فسأكفر به الأن كفرا لا عودة فيه، ولكني أعلم علم اليقين أن الله قال غير ذلك. وفي خضم هذا التصور نفسه ، تصور أن العائدات المادية والمعنوية لهذا الغزو الذي قام به طارق تسجل في السجل الذهبي لوليه “سيده السابق”، إنها خطة جهنمية لقتل هوية الآخر الغير العربي لتقلب الآية إلى ” العرب أكرمكم ” ، ويحضرني هنا المثل الإسباني القائل: el valiente vive mientra el cobarde quiere ، فما دمت راض بالعبودية وصفة الموالاه ، فلا أحد يحسدك على وضعية الجبان التي لن تخرج منها إلا بالإنتفاضة الأمازيغية الأولى. وأقول بصوت عال للإخوة الأمازيغ، أنكم نكرة ضخمة لا في نظر الفلسطينيين ولا في نظر العرب أجمعين ، حيث أموالكم تذهب سدى ، ومظاهراتكم المليونية أو المليارية لن تساوي كلمة واحدة من كلمات السيد تشافيز، وأن دعاؤكم للفلسطينيين يقابله نفور جهنمي بمجرد تلميحكم لأمازيغيتكم، وأقول بصوت عال أيضا أنكم وأنفسكم فلسطينيين وأرضكم هي القدس الأول، وهويتكم هي الدين الأول ، ولغتكم هي اللسان الأول، وانتصاراتكم هي التاريخ الأول، وبناياتكم هي الحضارة الأولى، ومن نحن هو تساؤلكم الأول، ومن أين جئنا هو بحثكم الأول، وماذا نريد هو فعلكم الأول… ، أما ما عدا هذا فانجرار شاذ وراء أكاذيب أيديولوجية ركبت مركب الإسلام لتنجب مفهوم عرب بني حسان وبنو هلال للإسلام الذي يجيز النهب، ومن ثم يصبح احترافا تحت عنوان الغزو والنهب. وأدعوا بصارح العبارة كل الأمازيغ الأحرار عدم التدين بالإنتماء العربي كضرورة من ضرورات الإنعتاق الإجتماعي بعد الإحساس ” الشاذ طبعا ” بأنه شيئ مسيطر ولابد منه، فالواقع ينذر بعكس ذلك تماما، والمبادئ الكونية للإنسانية تجري وتسري عكس ذلك التيار في بحث مستمر عن رد الإعتبار للمظلوم في هويته وتاريخه وثقافته وكل ما يحيط به كإنسان. أما التعصب الديني فلا مجال له اليوم مع بروز كل الآراء التي تناولت موضوع الإسلام كدين وكقيم وتشريع لحياة الإنسان، بل لنا أن نقول بأن التعصب الديني قد ولى إلى غير رجعة، جاعلا من الحوار الهادف إلى إرساء السلم العالمي هو القاعدة الأولى لحل الخلافات من أي قبيل. وقد يوقفني هنا قائل ليقول لي أين ترى أنت هذا السلم العالمي مع كل المجازر التي تحدث في فلسطين والعراق والباكستان وأفغانستان واليمن والصومال والسودان والتي حدثت في أوغاندا ونيجيريا والجزائر وغيرها مما لا يحضرني ذكره؟ فأجيب وأقول أنه عندما لا نتفق على فكرة واحدة هي بناء وطن ، وعندما يغلب على الأنظمة الحاكمة طابع الفساد والمصالح الشخصية الضيقة ويتناغم الشعب أو المجتمعات مع هذا الطابع بعد إقصاء الفئة المهمشة بالتسلط والعنف باستخدام الجيش والبوليس ضدهم، عمليا تكون النتيجة هو ضياع الوطن واستباحته من قبل كل من هب ودب ، وبما أن التاريخ طويل وعريض سأكتفي ببعض التلميحات أدعوا القارئ الكريم بالبحث فيها، ففي الوقت الذي أعلنت فيه إسرائيل من خلال منطمة تضم أشخاص معدودين، كانت الأقطاب العربية في صراع دام حول الزعامة ” زعامة فارغة” أفرغها تفجير الغرب للقنبلة النووية الأولى، في الوقت الذي كانت الإمبراطورية العثمانية تسيطر على أوروبا الشرقية ، كان عرب الجزيرة يتحالفون مع إمبراطورية بريطانيا العظمى للإطاحة بها بدل التحالف المحلي للحفاظ على إمبراطورية الجزيرة العربية، في الوقت الذي كانت إسرائيل تدك الأساطيل الجوية لمصر وسوريا والأردن ، كان الصراع على أشده بين عبد الناصر وسوريا والعراق، وبين السعودية والحسن الثاني والأردن ، “ولاحظوا جيدا أوطانا تختصر في شخص” ، 20 دقيقة كانت كافية لدك 280 طائرة حربية مصرية، والجيش الأردني بكل فرقه يهزم قبل الظهر، وساعتين من الزمن كانتا كافيتين للسيطرة على كامل الجولان إلى يومنا هذا ، وفي الوقت الذي كان الجيش المصري يُدك فيه، كان الشعب في القاهرة يحتفل بالإنتصار الذي يبثه الراديو ولا يحققه الجيش، ليصبح في اليوم الموالي على خبر استقالة الرئيس الأسطوانة على إثر الهزيمة، وبداية تصفية الحسابات مع قادة جيش يستأمرون أمر الذهاب إلى المرحاض. متى سينجلي عنك أيها الأمازيغي ضباب التخلف؟ متى ستتخلى عن السيطرة الخرافية على الواقع؟ متى ستتشبث بالفكر النقدي والتحليل العلمي للظواهر والأحداث؟ متى ستتخلى عن اندفاعك لإلتماس النتائج من غير أسبابها؟ إلى متى ستبقى مستبدلا السببية المادية بالسببية الغيبية؟ إلى متى ستبقى متمسكا بالسيطرة الخرافية على المصير بمختلف أشكالها المتفشية في عصرنا هذا، عصر الإنحطاط والجهل والعوز وطمس إرادة القتال من أجل الحياة واستفحال التسلط….، إن منظمة فتح في تلك الارض التي تسميها عبثا بفلسطين رغم انعدامها على الخريطة، تعمل جاهدة لتهويد ليس القدس فقط بل تمكين اليهود من إنجاز مخططهم ” إسرائيل الكبرى ” ، إن أموالك تذهب إلى كباريهات باريس وتحول إلى تل أبيب ، إن الدول العربية والمعربة قرارها مقرون بالإستراتيجيات الغربية للأمن القومي خاصة الإقتصادي، إن مشروع المقاومة مرهون باستقلال هذا القرار، إن الجدار الإسرائيلي تموله دول عربية والفلسطينيين أنفسهم، تحت نظرية من الداخل حجارة ومن الخارج تجارة، إن وعد بلفور هو سيد الموقف وما سياسة المفاوضات إلا تجارة في الزمن والوقت للتطويع ثم التطبيع ليستمر التقطيع. أفق لتعش رجاءً!!!