جمعية أدهار أوبران تتجه في زيارة إستكشافية إلى قبيلة أيث توزين التاريخية، وتستنكر ما ألت إليه المنطقة من عزلة. تقرير اخباري نظرا لهتمام جمعية أدهار أوبران للثقافة والتنمية بتاريخ بلاد الريف، وسعيا منها إلى الحفاظ و توثيق التراث المادي و اللامادي الذي تتميز به المنطقة، نظمت الجمعية زيارة إستكشافية إلى أكثر من موقع تاريخي و أثاري المتواجدين بين جبال قبيلة أيث توزين التي لها حمولة تاريخية وأنثربولوجيا جد كبيرة، و انطلقت هذه الخرجة صبيحة يوم الأحد المنصرم من السوق الأسبوعي "خميس تمسمان" في إتجاه قبيلة أيث توزين التي تبعد بحوالي 15 كلم عن مكان الإنطلاق. من خلال هذه الجولة التي نظمتها الجمعية السابقة الذكر بإشراف فعلي لجمعية كنوز إجرمواس للخياطة التقليدية و تنمية المرأة القروية، تم زيارة مسجد "إنضوحن" بإجرمواس التي كانت سابقا معهدا دينيا لتحفيظ القرأن الكريم و تدريس العلوم الشرعية، ثم زيارة الموقع المسمي "سبعا ن سداث" أي سبعة رجال، و هم أولياء دفن بهذه المنطقة حسب ما ترويه الذاكرة الجماعية، ومن موقع إجرمواس إتجها المشاركين في الزيارة نحو الجبل وبعد جهد جاهد و صراع مرير نتيجة غياب الطرق و وعورة التضارس، و قف الزوار إلى الزاوية التوزينية أو البجداينية المتموقعة في أعالي جبال القبيلة و في المكان الذي حمل إسم شيخ الزاوية "بوجداين"، هذه الأخيرة التي تبعد بحوالي 30 كلم عن مركز إجرمواس (شمالا)، و 14 كلم عن المكان المعروف ب "إفرني" (شرقا) هذه الزاوية التي تحتل مكان واسع في التاريخ الديني و السياسي للمنطقة. في لحظة تأمل و العودة إلى الماضي، ظل المشاركين في الزيارة ينتقلون بين مرافق الزاوية و القصور المحيطة بها، التي حافظة على نقوش و زخارف و فسيفساء في غاية الجمال و الروعة، بالرغم من التخريب و الردم الذي تعيشه نتيجة قساوة الطبيعة. في هذا السياق أيضا تمت زيارة المركز الإسباني و الذي أصبح مزبلة، بالإظافة إلى زيارة السوق الأسبوعي للقبيلة "تراثا ن إيا مواس"، ومجموعة من محلات الصناعة التقليدية (الجلد، الحدادة..)، باعتبار أن المنطقة تختزن إرثا حضاريا حافلا. وقد استنكر المشاركين في هذه الزيارة الثقافية ما تعيشه منطقة أيث توزين من عزلة و تهميش وتفقير و تهجير، حيث سموها بالمنطقة المنكوبة، وخاصة عندما علموا أن لازال الميئات من سكان الجبال يعيشون وكأنهم في القرون البدائية، علما أن هذه المنطقة كانت جد مزدهرة في القرون الماضية، وكانت أطماع القوى الكولونيالية تتصارع حول خيرتها، خاصة أنها منطقة فلاحية بالمتياز. وشددوا بضرورة تدخل القائمين على هذا البلاد لرفع التهميش و الإقصاء الذي تعاني منه لعقود طوال، وتحمل المسؤولية فيما ألت إليه الوضعية. تعليق