انسجاما مع أهداف جمعية أدهار أوبران للثقافة والتنمية بتمسمان، المهتمة والناشطة في المجال الثقافي والتاريخي، نظمت زيارة ثقافية إستكشافية يومه السبت 19 أكتوبر الجاري، مشيا على الأقدام، قطعوا خلالها حوالي 35 كيلومتر، من أجل التعريف بما تزخر به تمسمان من مواقع تاريخية وكذا المناظر الطبيعية. الزيارة انطلقت من بودينار المركز على الساعة الخامسة صباحا، مرورا بدواوير (خْشَابْ أَمْغَارْ إِفَاسِيَانْ مِجْيَنْ إِغَشَامَنْ أَدْهَارْ نْ ثْزَمْوَاثْ إِفَاضَاسَنْ ثَامْرَابَحْتْ ثَاشَيَاسْتْ ...)، وصولا إلى قمة " أَدْهَارْ نْ ثْقُونْدَشْتْ" الذي توجد في باطنه 15 مطمورة تعود إلى عصور غابرة، حيث قال الطالب الباحث المتخصص في شعبة التاريخ الذي شارك في الزيارة أن هذه الجبال سكنها الإنسان الأمازيغي القديم في حقبة من الحقب الماضية، ولازال أثره إلى يومنا هذا، وبعد زيارة الجبل اتجه المشاركون إلى موقع يحمل في طيته إبداع وأدب الإنسان الامازيغي، المكان والحدث غنيان عن التعريف، لكن الموقع مجهول في حد ذاته، موقع " أَزْرُو نْ ثَسْرِيثْ " أو " رْقُبَثْ نْتَسْرِيثْ " أي قبة العروسة، كتب عنه الكثير كما أبدع الأمهات الامازيغيات حكاية خيالية عنها، ليتجهوا بعد ذلك إلى " رْغَابْثْ نْ وَجْوَاوْ " المجاورة لجبل القامة، المكان الذي عقد فيه أول مؤتمر بين زعماء القبائل الريفية بقيادة رئيس جمهورية الريف مولاي موحند، أما موقع " أَمْرَابَضْ نْ ثْزَازْرَاشْتْ " و " إِجْطَانْ " فكان في طريق الزوار أثناء العودة. وللإشارة فإن جل هذه المواقع والمداشر تنتمي إلى قبيلة تمسمان تاريخيا، والبعض منها تقع على الحدود بين قبيلتي تمسمان وأيث ورياغل، كما نجد مواقع تعود إلى تاريخ قديم، وهناك جبال سكنها الإنسان الامازيغي منذ قرون، ولايزال أثر البناء العتيق صامدا، وأسماؤها الأمازيغية تتداول، كما أن هناك مواقع لعبت دور مهم وفعال خلال عشرينيات القرن الماضي، إبان فترة المقاومة المسلحة بالريف. وحسب تصريح احد أعضاء الجمعية، قال لجريدة ناظورسيتي أن جمعية أدهار أوبران برمجت مجموعة من الزيارات الثقافية الاستكشافية في منطقة تمسمان وخارجها، وأن الجمعية تركز على هذا النوع من الأنشطة (الزيارات إلى عين المكان) باعتبارها استكشاف والوقوف على حقيقة الموقع واستحضار المعطيات والمعلومات التاريخية، بدل القيام بالندوات والمحضرات داخل القاعات، و تجاهل المواقع. والجدير بالذكر أن معظم هذه المواقع لم تعرف أي دراسة و لا أي إهتمام من طرف الهيئات المدنية والسلطات المعنية رغم مكانتها في صنع تاريخ الريف وانتشارها في الثقافة الشعبية المحلية، بالاستثناء القليل منها كا " رقوبث ن تسريث " و " جبل القامة "التي أشارت إليهما بعض الهيئات المدنية الناشطة في هذا الميدان بالريف، أما الجهات الرسمية المعنية فلم تقم بأي مجهود من أجل النهوض بهذه المواقع والموارد الطابعية من اجل خلق مشاريع سياحية وتعزيز السياحة الجبلية الثقافية بالمنطقة، بل نجد عكس ذلك حيث تعمد الجهات الرسمية على تخريب هذا الإرث المادي والغير مادي، وتزييف حقائق تاريخية.