قال ابن بويافار بالناظور أن وصفاته البسيطة والاقتصادية والصحية أدخلت الرجل أيضا إلى المطبخ رغم التجربة والخبرة الكبيرتين للشاف الهادي، الذي كان برنامج "صباحيات دوزيم" على القناة الثانية مفتاحا لشهرته الواسعة داخل المغرب، إلا أنه قال في تصريح إنه مازال يتعلم الكثير في مجال الطبخ. وبتواضع كبير، تحدث الشاف الهادي قائلا "أنا راسي صغير ومازلت أتعلم"، مضيفا أن انضمامه إلى برنامج "صباحيات" لتقديم فقرة الطبخ ليس بهدف منافسة شميشة الشافعي انطلاقا من احترامه لها ولكفاءاتها. واسترسل الشاف الهادي في التصريح ذاته أنه بعد سنوات طويلة بالمهجر تنقل فيها بعدة دول وبخمس قارات، اختار العودة إلى المغرب من أجل الاستقرار وتقاسم ما تعلمه من أسرار في مجال الطبخ مع المشاهدين. ومن خلال مجموعة من المحطات شملت الجزر الإسبانية والجزر اليونانية وأزقة الهند والأدغال الآسيوية، التي قضى بها سنة ونصفا وكذلك أندونيسيا وغيرها من المناطق في شتى بقاع العالم، كان الشاف الهادي سفيرا للمطبخ المغربي وعرف بعدد من الأطباق في مقدمتها "الكسكس" و"الطاجين" و"زعفران تالوين"، الذي حضر بنكهته عددا من أطباق التحلية. وأكد الشاف الهادي أن المغرب من الدول التي يتناول سكانه الخضر والفواكه في مواسمها، خلافا لعدد كبير من الدول التي زارها والتي يعتبر سكانها أقل حظا في هذا الصدد. ويعتبر "صباحيات" بمثابة بوابة استطاع من خلالها الشاف الهادي أن يكتشف تجاوب المشاهدين معه، خاصة من خلال عدد الرسائل التي يتلقاها عبر موقعه على "الفيسبوك"، وأيضا من خلال لقاءاته المباشرة معهم خارج الاستوديو. "ليس من السهل إقناع المغاربة بوصفاتي" يقول الشاف الهادي مضيفا "في فترة قصيرة بدأت في ملاحظة اهتمام كبير بما أقدمه في صباحيات دوزيم" من طرف المشاهدين المغاربة الذين يعتبرون الشعب ثاني إلى جانب الإيطاليين الذين يوصفون ب"الذواقين" والذين من الصعب إقناعهم بأي وصفة". ومن بين الأمور التي شكلت مفاجأة للشاف الهادي، ابن منطقة بويافر بالناظور المعروفة بثرواتها السمكية، أنه التقى عددا من الرجال من مشاهدي "صباحيات دوزيم" الذين أكدوا له أنه بفضل وصفاته ونصائحه أصبحوا يدخلون المطبخ لتحضير أطباق بدل اعتمادهم في ما قبل على زوجاتهم. وأضاف الشاف الهادي أن ما جعلهم يقومون بذلك هو أن أغلب وصفاته تعتمد على ثلاثة عناصر رئيسية أن تكون بسيطة واقتصادية وصحية. ويرى الشاف الهادي أن علاقة الطباخ بتحضير أطباقه لا تقتصر فقط على إنجازها، وإنما تسليط الضوء عليها باعتبارها جزءا من حضارتنا وثقافتنا، مؤكدا أن لكل طبق تاريخا. وانطلاق من ذلك، فإن الشاف الهادي حاول من خلال ما يقدمه في "صباحيات دوزيم" تقديم مجموعة من المعطيات عن الأطباق المغربية واستحضار تاريخها. وسيتوج الشاف الهادي تجربته في عالم الطبخ بإصداره قريبا أولى الكتب، التي قال إنه أنجزها بطريقة أخذت منه وقتا طويلا حتى تكون في متناول الجميع. أمينة كندي تعليق