مرحة. تلقائية. لبقة. شميشة: «نحن هنا عائلة. نجرب وصفات جديدة حسب اختيار الزبون. نشتغل على طبق. نتذوقه. نتبادل آراءنا حوله. هذا هو جو التحضير اليومي ل«شهيوات شميشية،» تقول شميشة داخل مكتب المدير في الطابق الأول من الشركة. «نقرأ طلبات الناس ورسائلهم الإلكترونية. نقدم أشياء تناسب ذوق المغاربة وجيوبهم تقتصد الوقت. نتبع المغاربة والأجانب في الجديد من الميدان. ليس لدينا مدير للشركة. الناس هنا متعددو المواهب. الإداريون لا يشتغلون في المطبخ، لكنهم يتذوقون. هما اللي طالعا ليهم!» هي مملكة شميشة، حيث الخضار والفواكه وفيرة بالمطبخ. شميشة بجينز وجمازة وحذاء رياضي أبيض يزينه اللون الأحمر. «تعجبني كل الخضار. تعجبني كل الفواكه. ليس هناك شيء لا يعجبني سوى القباحة والبسالة!» في المكتب بالطابق الأول، حيث كرسي المدير، مكتب وحاسوب محمول وصوان. أريكتان وثلاث كراس. إنه مكتب بسيط. «نحن هنا في المجلة SAVEURS ET CUISINE DU MAROC ،» تقول شميشة. «ننجز هنا أول مجلة مغربية متخصصة في الطبخ تصدر كل شهرين. صدر عددها الأول في 2005. نبيع الآن 14 ألف نسخة كما نطبع 20 ألف نسخة حسب أرقام هيئة مراقبة توزيع الجرائد OJD. نوزع خمسة آلاف نسخة مباشرة إلى فرنسا. ولدينا مشتركون أجانب من أوربا وأمريكا وكندا اكتشفوا موقعنا صدفة في الإنترنيت. فالمطبخ المغربي عليه إقبال.» في مملكة شميشة لكل شيء موضعه. ففي الطابق الأرضي مطبخان متجاوران. هي مملكة بشارع محمد الديوري حيث سيارة دوزيم الكبيرة. «المطبخ عندي هنا. يلزمك مطبخ فيه فريق الطبخ ومطبخ للتقديم التلفزي. دوزيم تأتي بالتقنيين. ونحن لدينا هنا كل ما يتعلق بالطبخ واللباس. آتي إلى هنا لأجل التصوير في السابعة صباحا. تعرف متى تبدأ ولا تعرف متى تنتهي.» لم تتعلم شميشة الطبخ في أي مدرسة. «النساء اللائي عاشرتهن في صغري كن أكاديمية في الطبخ. لم ألج مدرسة خاصة البتة. الرغبة في إتقان العمل أحسن مدرسة. حيثما كان العلم ،عليك أن تبحث عنه.» تحب شميشة البادية وأهل البادية. «أنا من العروبية. برنامج شهيوات بلادي أجمل هدية من دوزيم لي. فأنا أحترم المرأة المغربية كثيرا. اللائي يكن في مكان ناء، تكتشف أن لديهن وجهة نظر سديدة. نحن في المدينة والإنترنيت والفضائيات صرنا لا نركز في أمورنا. أما هذه النسوة فلديهن نظرة للحياة مختلفة.» تُنجَز ببلاتو التصوير في اليوم ، طوال خمسة أيام أو ستة، ما بين أربع حلقات حتى خمس من «شهيوات شميشة». «في «شهيوات بلادي»، نسافر على الأقل مرة في الشهر حسب المنطقة وأحوال الطقس . نذهب إلى مكان ما، فنجلس سبعة أيام أو ثمانية هناك. نذهب إلى المناطق المجاورة التي قد تنأى ب200 كلم وأحيانا 80 كلم حسب صعوبة التضاريس التي قد يستغرق المرور فيها ثلاث ساعات لوجود المنطقة بين الجبال.» خبرة شميشة في المضمار تستغلها في بيتها. تنظر إلى خيرات البلد نظرة خبير. «في بيتي، الحليب ومشتقاته وأنواع العصير، خاصة عصير الحوامض المتوفرة. ميزانية الطبخ مثل ميزانية أي بيت مغربي. نحن نستهلك الخضار كثيرا. ما أركز عليه في الطبخ هو الخضر الموسمية، على الأقل ثماني خضروات. لا أحب الخضرالمسلوقة. نحن لا نأكل الأسماك كثيرا. ينبغي أكل الأسماك ولو سردينا.» تستطرد قائلة: «هناك خضار نضعها نيئة وأخرى مطبوخة بالبخار بالزيت البلدية وقليل من الأعشاب المنسِّمة والسَّلطات «الشليدات» الخضراء لعلك ترضى. لدينا مطبخ غني لو عرفنا كيف نستغله لأكلنا سبعة أيام على سبعة. العدس واللوبياء البيضاء والفول: كل ذلك آكله في الدار. لا نأكل مأكل فندق خمسة نجوم.» في الشركة موظفون، وضبطا في المكتب المجاور في الطابق الأول يشتغل عبد الرزاق الرحماوي،30 سنة: «أنا من يعد موقع المجلة كما أحدِّثها.» بجانبه فاطمة جبار، 31 سنة، في مكتبها أمام الحاسوب: «أقوم بتحرير وصفات بالعربية وترجمتها من الفرنسية إلى العربية وتصحيح وصفات حرِّرت من قبل. أنا من يحرِّر وصفات الكتيبات الصادرة بالعربية.» هو مكتب بأريكة وملابس خاصة للتصوير ومكتبين بهما حاسوبين. تقول شميشة إنها لا تحب التكلف. «أنا آكل الكسسكس بيدي الإثنتين. أغمس المريقة. أحلى ما أجده آن آكل الطاجين البلدي. وبقدر ما يكون في البادية بقدر ما يكون لذيذا. هم يفسرون لذته:«طبيعة البادية من ماء وخضار.»في مطبخ التحضير بالطابق الأرضي، قارورات التوابل، ثلاث ثلاجات: واحدة مجمِّدة وثلاجتان وفرنان كهربائيان وصناديق الخضار. طاهيات يرتدين ملابس المحترِفات. ««شميشة امرأة مدقِّقة PERFECTIONNISTE. أشتغل معها منذ سبع سنوات. لا تعاملنا معاملة المديرة، بل نأكل من طبق واحد. لقد ذهبت قبلا لدراسة الطبخ ولم أكملها. فما ذهبت لدراسته وجدتني أعرفه،» تقول رئيسة الطباخات، بشرى الحجاجي، 39 سنة. «هو يناديني ماما،» تقول شميشة مشيرة إلى حارس أمن المملكة الذي لم يكن يرتدي بذلة نظامية. «أنا حارس أمن خاص. أشتغل منذ عامين هنا. أساعد في التبضع. أعتبر نفسي كأني أشتغل مع والدتي،» الغزاوي عبد الله، 25 سنة. تعد الشركة وصفات لزبنائها. «قد ننجز هنا وصفات لملحق في الطبخ يرافق فرن شركة. تكون الوصفة، حسب المنتج والمنتوج، مناسبة لثقافة الطبخ المغربية. فمنتوج الطحين نعد له وصفات تخص ميدانه. دورنا استشاري.» اعتادت أن تقدم الطبخ الأجنبي للمشاهد المغربي طبقا للذِّواقة المغربية. لا تجد مشكلة في ذلك إذ هي مشتركة في قناة فرنسية. «أي طباخ يتقن نوعا من الطبخ يمكنه تعلم أي شيء. أشاهد قناة فرنسية متخصصة في الطبخ تقدم برامج الطبخ من العالم مدبلجة بالفرنسية طوال 24 ساعة. بإمكاني تقديم أي مطبخ، با ستثناء بعض المطابخ الأسيوية، خاصة المطبخ الياباني الذي يتطلب تقنيات خاصة إذ هو مطبخ النيء.» تطلب شميشة الشاي ثانية في مكتب المدير، الطابق الأول. «أنا كابرة مع الشارفات حينما تصل العشية لا بد أن أشربه.» قدمت الشاي فاطمة نبيه. «أنا متخصصة في الطبخ المغربي. أشتغل هنا منذ أربع سنوات،» تقول فاطمة. «طبخها للكسكس لا يعلى عليه» تمتدحها شميشة . هي تفتخر بطاهيات مطبخ التحضير. «لن أستغني عنهن لأنهن حاذقات. هن يتقنَّ الآن كل أنواع الطبخ.» إحداهن تقول: «أنا متخصصة في الحلوى، لكني أقوم بكل شيء: الطبخ والخبازة وصناعة الحلوى. درست الحلويات والخبازة في مدرسة خاصة. جئت رفقة الزميلة خديجة فنجال،24 سنة، لأجل التدريب. استغرق التدريب ثلاثة أشهر، ثم اشتغلنا عبر الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءاتANAPEC ،» تقول وفاء بلخلفي، 23 سنة. ضمن الطاهيات غريب نعيمة: «أنا أرملة وأم لبنت وولد. تخصصي الحلوى البلدية بجميع أنواعها، لكني أشتغل بالطبخ أيضا. سنبقى هنا حتى نموت يخرجونا في جنازة.» للمملكة مصلح. «أشتغل هنا منذ افتتاح الشركة عام 2004. أنا من يقوم بالصيانة، مثل إصلاح الكهرباء والأدوات الكهرومنزلية.» في مطبخ التقديم التلفزي، كاميرتان متحركتان وكاميرا ثابتة. تطل على مشهد التصوير من شرفة في الطابق الأول كاميرا متحركة. أما قبو المملكة «لاكاف»، فيزدحم بأواني الطبخ والآلات الكهرومنزلية وصناديق بلاستيكية كبيرة تستخدم في «شهيوات بلادي» وكتب للطبخ وأعداد قديمة من المجلة. به أيضا قفص كناري أصفر جلبته شميشة من منزلها. تستقبل الشركة رسائل المهتمين. «أقوم بالسكرتارية. أنا من يستنسخ الوصفات المقدمة في التلفاز فأختزنها في الحاسوب. فإذا اتصل بنا مشاهد أو مشاهدة لأجلها، أنا من يتكفل بذلك،» تقول بشرى مكاوي، 39 سنة، إجازة في الإقتصاد. «قد يصل عددهم عشرة وقد يكونون من الخارج.» لا تراقب بشرى حسابات الشركة. فشركة محاسِبة تتكفل بذلك. «هي ابنة دربنا، حيث جدتي،» تقول شميشة عنها. بمكتب أرضي في الطابق الأرضي عند مدخل الباب مكتب يوسف رحماوي، 29 سنة: «أنا مصمم إعلامي. أسهر على الإخراج الفني للمجلة وكتيبات الطبخ ومعالجة الصور.» مكتبه بجنب مكتب فرنسي. ففي الشركة فرنسيان ويابانية حسب شميشة. وفي الطابق الأرضي، بمكتب آخر بودراع أمينة: «أنا صحافية بالمجلة. قضيت في الصحافة عشرين سنة. اشتغلت قبلا مع مجلات عديدة، مثل مجلة MAISONS DU MAROC وبرامج وثائقية في دوزيم.» قالت عنها شميشة: «أعرفها منذ 13 سنة. هي من كانت تعد أسئلة LE MOT JUSTE.» للمملكة أيضا سائق: حسن ناهيض، 42 سنة. السيارة مرسيدس سبرينتر، تسعة مقاعد. «هو من يأخذنا لأجل «شهيوات بلادي» كما يتكفل بتوزيع المجلة،» تقول شميشة. خلف الباب العادي للشركة، تمتد مملكة شميشة عالم يعرفه سكانه لوحدهم إذ لم ترصد الكاميرا غير جزء منه. يمر بقربه رجل الشارع العادي بشارع محمد الديوري حيث.... ""