الطبخ حلال والسياسة حرام، هذا هو العنوان الكبير لتعامل السلطات الجزائرية مع الصحافيين المغاربة، إذ أن هذه السلطات منعت الصحفي يحيى بن الطاهر الذي يشتغل بجريدة «الصحراء الأسبوعية» من الدخول إلى أراضيها وأعادته من مطار هواري بومدين، لأنه كان يعتزم إجراء روبورتاجات وحوارات حول الوضعية السياسية في الجزائر بعد الانتخابات الرئاسية، في حين لم يتم منع الإعلامية المغربية الشهيرة «شميشة»، التي تلقبها الصحافة الجزائرية ب «سيدة الطبخ المغاربي»، التي عقدت ندوة صحفية بمقر جريدة «الشروق» هناك، حول الأطباق والأكلات التي ستُتحف الجزائريين بها خلال شهر رمضان على صفحات ذات الجريدة. هكذا يبدو أن الطبخ لدى السلطات الجزائرية حلال في تعاملها مع الصحفيين المغاربة والسياسة حرام. والحقيقة، أنه كان يجدر بالصحافة الجزائرية أن تصف «شُميشة» بسيدة الطبخ العربي، وليس المغاربي فقط، لأنه يبدو أن العرب في محبة الطبخ ملة واحدة، وفي كراهية السياسة ملة واحدة أيضا، وأن البطن تعشق عندهم قبل العقل دائما، حتى وهم يتهجون أن البطنة تذهب الفطنة!