أفاد عدد من سكان جماعة البركانيين أن الخنازير البرية ألحقت خسائر كبيرة بالمحاصيل الزراعية بالمنطقة، مما دفع عددا من الفلاحين إلى هجر دواويرهم والبحث عن بديل لهم، في حين أصبح البعض الآخر مضطرا لشراء المنتجات الفلاحية من الأسواق بعد أن انتهت محاصيلهم في بطون الخنازير. تكاثر عدد الخنازير البرية بشكل كبير بجماعة البركانيين التابعة لقبيلة كبدانة في شمال شرق إقليمالناظور والتي لا تبعد سوى بخمسة وثلاثون كيلومترات عن حدود مدينة الناضور، يهدد مصدر رزق السكان، ويفرض عليهم التفرغ لمواجهته لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، يقول أحمد، أحد أبناء المنطقة ‘إننا نبيت الليل دائما في العراء لأن الخنازير تهجم على المحاصيل والمساكن، سيما وأن السلطة وفرت له الحصانة على حساب أملاك الفلاحين، من خلال منع قتل الحلوف إلا في حالة التوفر على رخصة'. ويعزو سكان المنطقة تكاثر هذا الحيوان إلى انقراض الحيوانات التي تطارده، بالإضافة إلى كثرة توالده خلال السنوات الأخيرة، واستفادته من الطقس الملائم والمناخ الذي وفر غذاء كافيا له ولصغاره، خلال المواسم الفلاحية الأخيرة. وفي تصريح ل'التجديد' أوضح عبد المطلب خندوق أحد المتضررين بأننا ‘رصدنا الأضرار التي تلحقها قطعان الخنازير بالمزروعات، فقد اطلعنا على الحفر الكبيرة التي يقوم الخنزير بحفرها حول جذور نبتة الصبار مما يتسبب بتلفها، كما يقوم بالتهام محاصيل البازلاء والبطاطا والحبوب بجميع أنواعها خاصة القطاني التي بدت شبه مسحوقه من أقدام الخنازير الواضحة معالمها في الأراضي الممتدة على طول الطريق الساحلي الرابط بين مدينة السعيدية ومدينة طنجة. وخاصة المزارع المحاذية لمنطقة واد مولاي إدريس المغطى بحشائش وأشجار متشابكة تشكل مأوى لهذه الخنازير'. وفي ظل ما يعيشه السكان من معاناة، فإنهم يطالبون الجهات المعنية بتنظيم حملات قنص ومطاردة مكثفة للحيلولة دون وصول قطعان الخنازير إلى مزارعهم. وحتى يستطيعوا توفير لقمة العيش لأبنائهم في مثل هذه الظروف الصعبة. وكذا السماح بصيد وطرد الخنزير من المزارع التي أصبحت مهددة بالإفلاس وعدم ترك الأمور على حالها بحجة الحرص على حياة الخنازير، كما يطالب المتضررون إنقاذ ما يمكن إنقاذه من المحاصيل وخاصة أننا في موسم جني البازلاء، ومقبلون على موسم الحصاد. محمد الدرقاوي صور / أنباء الريف المحاصيل الزراعية المتضررة مأوى الخنازير البرية