عبر سكان 7 مناطق قروية بتيزنيت عن خشيتهم من الإصابة بمرض أنفلوانزا الخنازير بعد موجة المرض التي اجتاحت عددا من بقاع العالم، وقالوا إن الحملات الإعلامية المكثفة أججت لديهم ثورة دفينة تجاه الخنزير البري الذي تسبب لهم في خسائر وصفوها ب«الفادحة» في مزارعهم وحقولهم الخاصة، وأكدوا أن القوانين الزجرية تمنعهم من القيام بأي إجراء ضد الخنازير المعتدية مخافة تغريمهم مبالغ طائلة. وقال السكان الذين ينتمون لمناطق «أنزي، تيزغران، تافراوت، تاهلة، أملن، الأخصاص، آيت باعمران»، إنهم فوجئوا عدة مرات بإتلاف محصولهم الزراعي الذي يسحقه الخنزير بحوافره، نتيجة تكاثره بالمناطق الغابوية والمهجورة، وأضافوا في تصريحات متفرقة ومتطابقة ل«المساء» قولهم: «من حقنا الدفاع عن أنفسنا وممتلكاتنا، لأننا مهددون بالإفلاس بدعوى الحفاظ على حياة الخنازير، وقد أثبت الزمان أننا على حق بعد ظهور العدوى العالمية الجديدة، التي نخشى وصولها إلى مناطقنا المعروفة بهشاشة بنيتها الوقائية على كافة المستويات الصحية والاجتماعية»، وطالبوا ب«تسريع المساطر الإدارية الخاصة بالتعويض عن الخسائر التي تخلفها الخنازير البرية وراءها، وبتكثيف عملية الصيد بالمناطق التي تتعرض بشكل مستمر للاعتداءات». وقال المتضررون إن الخنازير «تقض مضاجع المزارعين والفلاحين البسطاء، منذ زمن طويل، ونحن ليست لدينا الإمكانيات الكافية للقيام بإجراءات حمائية في مزارعنا، كوضع أوعية معدنية لإحداث الضوضاء وزرع الخوف في صفوفها ليلا، وبناء جدار إسمنتي حول المزارع الخاصة»، كما طالبوا بمساعدتهم على تسييج المزارع الخاصة بالنظر إلى شساعة المساحات المعنية وارتفاع التكلفة المادية للتسييج. وتعليقا على التخوفات المذكورة، أوضح مصدر مسؤول بالمديرية الإقليمية للفلاحة بتيزنيت بأن الإقليم «خال من الضيعات المتخصصة في تربية الخنازير، كما أن المصالح المختصة تقوم بمراقبة منتظمة للخنزير البري وتتتبع وضعه الصحي، كما تراقب بالإضافة إلى ذلك وضع الوحدات الخاصة بتربية الدواجن بالإقليم في إطار العمليات المعتادة في مراقبة أنفلوانزا الطيور». من جهته، أوضح عبد الله بورحيلي رئيس المصلحة الإقليمية للمياه والغابات، بأن «حالة القطيع المحلي بتيزنيت طبيعية جدا، ولا تدعو أبدا إلى القلق»، مضيفا في لقاء معه بأنه «خلال الموسم الماضي تم القضاء على 157 خنزيرا بريا بمختلف مناطق الإقليم، في إطار عمليات الإحاشة التدميرية التي تنظمها المصلحة الإقليمية، طبقا للطلبات الواردة من السكان والجمعيات والجماعات، والتي يطالبون من خلالها بالحد من ظاهرة الخنزير في المناطق المتضررة»، مؤكدا في حديثه أن «إدارة المياه والغابات استجابت لكافة طلبات التدخل التي تصلها من طرف السكان، وقامت بمساعدتهم على حماية المزارع، وقد توصلت الإدارة بعدة طلبات أخرى سوف تستجيب لها في غضون الأسبوع المقبل، حيث سنقوم بتنظيم إحاشات أخرى لتدمير الخنزير على صعيد تراب الإقليم». يشار إلى أن ارتفاع الخنزير البري يمتاز بالقوة والشراسة ويصل في أقصى حالاته الطبيعية إلى 90 سم حتى منكبيه، فيما يصل وزنه إلى 180 كلغ، كما أن لونه الأصلي يكون عادة لونا أسود مشوبا بلون رمادي، وله شعر خاص يجمع بين القصر والغلظة والخشونة، كما له نابان قويان يستخدمهما في عمليات المشاجرة التي ينخرط فيها بين الفينة والأخرى، كما يعيش في الأدغال الكثيفة والمناطق الجبلية المهجورة، وهو حيوان شديد الحذر ويتغذى أثناء الليل بالجذور والحبوب، وفي بعض الأحيان، يأكل الخنزير البري الحيوانات الصغيرة وبيض الطيور، ويعتبر صيد الخنازير البرية رياضة محببة لكبار القوم منذ العصور الأولى إلى غاية اليوم.