اعتبر جهاز صحي تابع للاتحاد الأوروبي أن نسبة الذين يمكن أن يصابوا نظريا بمرض أنفلونزا الخنازير في حال تحوله إلى وباء يمكن أن تصل إلى 50 في المائة من السكان، وذلك قياسا على نتائج ثلاثة أوبئة شهدها القرن العشرون. وصرح أنغوس نيكول رئيس برنامج الأنفلونزا في المركز الأوروبي لمراقبة الأمراض، أنه في الأنفلونزا الإسبانية عام 1918 والأنفلونزا الآسيوية عام 1957 وأنفلونزا هونغ كونغ عام 1968 أصيب ما بين 25 و30 في المائة من الناس بالمرض. وأضاف؛ نظرا لأن ثلث الناس يصابون بالمرض ولكنهم لا يمرضون؛ فإن نسبة الإصابة قد تصل إلى 50 في المائة. ورفض نيكول التكهن بمدى الخطورة التي يمكن أن يصل إليها مرض أنفلونزا الخنازير، إلا أنه رفض مقارنته بالوباء الإسباني. لكنه أكد على أنه نظرا لأن أنفلونزا الخنازير جديدة لا توجد لدى أي منا مناعة في مواجهتها بعد. إلا أنه أشار إلى أن الفيروسات التي تسبب أوبئة تخف في الصيف وهو الأمر الجيد بالنسبة للنصف الشمالي من الكرة الأرضية الذي بدأ يدخل فيه فصل الصيف. وفي السياق ذاته، أدى تزايد عدد الإصابات المؤكدة بأنفلوانزا الخنازير في إسبانيا والتي بلغت 20 حالة، إلى موجة هلع لاحتمال انتقاله إلى المغرب، نظرا للقرب الجغرافي بين البلدين، والحركة الدؤوبة للتنقل جوا ربحرا وبرا، وقلل مصدر من وزارة الصحة من خطورة الأمر، معتبرا في تصريح سابق لـالتجديد أن المغرب يكرس كل جهوده حتى لا ينتقل المرض إلى المغرب، مضيفا، أنه تم إعلان حالة طوارئ في جميع نقط العبور البرية والمطارات والموانئ، لاسيما خلال نهاية العطلة التي تشهد حركة تنقل مكثفة، وتم تشغيل جهاز الكشف الحراري في جميع نقط العبور. كما أعلن أن رفع منظمة الصحة الدرجة الوبائية إلى خمس درجات، من شأنه تكثيف المراقبة في جميع الدول، والتقليل من حركة التنقل بينها إلا للضرورة. هذا، وقد ارتفعت حصيلة الوفيات بسبب مرض أنفلونزا الخنازير السبت إلى 19 قتيلا في المكسيك من بين 743 حالة إصابة مؤكدة، فيما أعلنت السلطات الكندية عن إصابة خنازير بفيروس اتش1 ان1 على الأرجح عبر مزارع زار المكسيك، في ما قد يشكل سابقة بالنسبة لانتشار المرض الحالي. وقال الطبيب مايكل راين مدير شبكة الإنذار العالمية والتحرك في حال انتشار وباء داخل منظمة الصحة العالمية أن تطور الوضع خلال الأيام المقبلة في أوروبا سيتيح تحديد مدى انتشار فيروس ايه (اتش1 ان1) في قارة جديدة. وعلى الصعيد نفسه، وصل الفيروس إلى إيطاليا وإيرلندا، وفي أمريكا تأكدت إصابة 143 شخصا في 20 ولاية مع حالة وفاة واحدة، وفي ألمانيا وصل عدد الحالات المؤكدة إلى ست حالات، وكذا 15 حالة في بريطانيا، و3 حالات في إسرائيل، و85 حالة في كندا، كما ظهر المرض أيضا في آسيا مع وجود حالة في الصين وأخرى في كوريا الجنوبية واليابان. وعلى الصعيد العربي، بدأت مصر السبت التخلص من 250 ألف خنزير تجري تربيتها على أراضيها. كما اتخذت سوريا قرارا مماثلا. وفي موضوع ذي صلة، قالت منظمة الصحة العالمية إن المصابين بفيروس (اتش.اي.في) المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب السيدا، أكثر عرضة للإصابة بالسلالة الجديدة من الأنفلونزا. وأضافت المنظمة أن المصابين بأمراض تتعلق بضعف جهاز المناعة ومن بينها السيدا سيكونون عرضة على الأرجح للإصابة بالمضاعفات، كما هو الحال بالنسبة لهم مع الانفلونزا الموسمية العادية.