نظمت جمعية ثيفاوين للثقافة و التنمية بميضار، يوم السبت 09 أكتوبر 2010 ندوة تاريخية-فكرية تحت موضوع “حزب الإستقلال و الريف” و قد أطر الندوة كل من الأستاذ عابد العنكوري وهو أحد مؤسسي الحركة الثقافية الأمازيغية موقع قاضي قدور و فاعل جمعوي بجمعيتي أمنوس و الجمعية المغربية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب-فرع الناظور و عضو هيئة تحرير جريدة أمنوس، إلى جانب الكاتب الامازيغي المعروف و عضو جمعية ثامزغا بالعروي فكري الأزراق. و قد سير الندوة السيد انديش إيدير ( كاتب عام الجمعية ) الذي وضع الحضور في قلب الأسباب الحقيقة التي دفعت ثيفاوين لتنظيم هذه الندوة، التي تعتبر أول نشاط للجمعية بميضار بعد التأسيس. ليتناول السيد عابد العنكوري كلمته، التي قسمها إلى ثلاث محاور أساسية، الأولى منها قام بعرض كرنولوجي مفصل حول ما عانه الشعب الريفي من تسلط مخزني غاشم، بالإضافة إلى حديثه حول أهم الجرائم التاريخية التي ارتكبها حزب الإستقلال منذ 1956 إلى اليوم في حق الريفيين مع إتيانه بشهادات حية ( في المحور الثاني من مداخلته) عايشت بشاعة ما إقترفته أيدي الحزب الإرهابي من تنكيل و اغتصاب و تعذيب جسدي و نفسي، هذا و قد قام بتحليل لواقع ريف اليوم الذي يعاني من تأثير حالة القمع و التهميش و الحصار الإقتصادي المفروض عليه بعد تلك الأحداث كعقاب جماعي للريفيين ليختتم مداخلته بمطلب كون أحسن مصالحة يمكن أن يستفيد منها الريفيين هو جلاء هذا الحزب منه، باعتبار حقيقة التاريخ و المنطق. أما المتدخل الثاني السيد فكري الأزراق الذي استعرض بشكل مفصل الجرائم اللغوية و الثقافية التي تورط فيها الحزب نفسه ضد الأمازيغية ابتداءا من ما يسمى ب”الظهير البربري” إلى حدود التصريحات الإستفزازية التي يطلقها الأمين العام للحزب “عباس الفاسي” الذي يشغل منصب الوزير الأول في الحكومة الحالية، حيث أرجع “أمازيغوفوبيا” حزب الإستقلال إلى كونه تأثر بخطاب القومية العربية الذي كان يروج له جاسوس هتلر “شكيب أرسلان”. لينقل فكري الأزراق للحديث عن بعض الجرائم البشعة للحزب بما فيها الإقتصادية منها، التي كانت تهدف إلى مزيد من تفقير الريفيين و بالتالي تهجيرهم نحو بلدان أوربا الغربية، في ختام مداخلته ندد بمحاولة حزب الإستقلال تأسيس فرع له بميضار، مطالبا ( على غرار عابد العنكوري) الرحيل بشكل نهائي من الريف. بعد كلمة الأستاذين المحاضرين تم فتح باب النقاش للمتدخلين الذين أجمعوا على ضرورة إعتذار حزب الإستقلال للريف و مغادرته له كأحسن إنصاف و مصالحة يمكن أن تحقق مع الريفيين. يمكن إعتبار ندوة “حزب الإستقلال و الريف” أزالت اللثام على مجموعة من الجرائم التاريخية التي تورط فيها أشخاص قياديون كان و لوقت قريب يُحاط بشخصهم بهالة من القدسية، كما أن هذه الندوة تأتي كخطوة أولى للقيام بأشكال نضالية أكثر فعالية للضغط على الحزب لتقديم إعتذار للريفيين مع ضمان دستوري لعد تكرار نفس الجرائم، و الكشف عن مصير المختطفون و المغتالون على رأسهم حدو أقشيش، عباس لمساعدي، نعيمة أمزيان…و آخرون.