[email protected] في الوقت الذي كان يرتقب من الجزائر أن تقابل مبادرة الأيادي البيضاء الممدودة من المغرب في أكثر من مناسبة بمثلها، نلاحظ أن جنرالات قصر المرادية مازالوا مستمرين في ” تقطار الشمع “، عن طريق إحتضانهم للجنين الميت ” البوليزالريو “، والعمل على تمويله بأموال دافعي الضرائب. فالدول التي تحترم نفسها تحرص على مصلحة شعبها بدل تفقيره، خصوصا وان الجارة الجزائر تتوفر على موارد طبيعية مهمة من الغاز الطبيعي والبترول، ومع ذلك فان شباب الجزائر لايتوانى في ركوب قوارب الموت هربا من واقع مر مليء بالمتناقضات. جنرالات الجزائر لم يفوتوا أي فرصة للدعاية لهذه الجمهورية الوهمية، ولعل الأموال الطائلة التي صرفت لظهور مايسمى بزعيم ” جبهة البوليساريو” في افتتاح كاس العالم لكرة القدم بجنوب إفريقيا الصيف المنصرم، تؤكد باليقين بان هؤلاء مستمرون في معاكسة المغرب ومحاولة لي ذراعه، لكن ذلك محال. هذه السلوكات الشاذة بطبيعة التي لا تتوافق مع إرادة الشعب الجزائري، والتي كان آخرها تصريح على بلحاج الرجل الثاني في الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر والذي قال بالحرف : لا يحق للجزائر أن تنتقد موقف المغرب من الصحراء لا من الناحية الشرعية، ولا السياسية ولا الحقوقية، لأن من بيته من زجاج لا يستطيع أن يرمي الآخر بالحجر. فما يقوم به هؤلاء الجنرالات ينطبق عليه المثل المغربي “خيرنا يديه غيرنا” ألم يكن من الأجدر التفافها على مشاكلها الداخلية بدل التمسك بتقرير مصير الشعب الصحراوي حزب زعمها، فلماذا تحاصر حقوق الإنسان في الجزائر ولماذا تحاصر الجمعيات الحقوقية ولماذا؟. إن هذه المناورات قد أصبحت لعبة مكشوفة وان ربيبها الذي صنعته كفزاعة لتقزيم المغرب العربي الكبير، أصبح يوما بعد يوم يظهر للعالم على حقيقته. فالمغرب في صحرائه والصحراء في مغربها. وليس علي بلحاج الزعيم الوحيد الذي تبنى ضرورة الحفاظ على التاريخ المشترك للبلدين والأخوة التي تربط بين الشعبين المغربي والجزائري. فحتى المنظمات غير الحكومية الجزائرية تؤكد على ذلك. ففي أحد الملتقيات الدولية، سنحت لي الفرصة أن أرتشف فنجان قهوة الصباح مع احد الأشقاء الجزائريين، تجاذبنا أطراف الحديث بخصوص قضية الصحراء المغربية ومسالة الحدود، وأكد لي بان ذلك شأن السياسيين في الجزائر، وأضاف بان التقاليد المغربية حاضرة بقوة في الجزائر، القفطان المغربي لايكاد يخلو منه أي منزل، الجلابة المغربية أصبحت موضة يتباهى بها الشباب الجزائري، نظر إلي وقال لي أيضا بلدكم جميل فرصة جميلة جعلتني اكتشف هدا البلد الجار والصديق. ودعت صديقي الجزائري وثمنت كلامه بكون حسابات السياسيين لن تستطيع منع تسليم رفات رعايا البلدين، حسابات السياسيين لن تستطيع منع تسلم الأشقاء الجزائريين الذين يدخلون المغرب بطريقة غير شرعية، حسابات السياسيين لن تستطيع منع تبادل الشقيقان الطرود البريدية عبر المركز الحدودي “زوج بغال”، حسابات السياسيين لن تستطيع منع العصافير من عبور الحدود فهي تتحدى هذه القرارات وتنتقل من جانب إلى آخر تنقر حبة زيتون بالمغرب وحبة تمر بالجزائر.