[email protected] في الوقت الذي نجد الكثير ممن تسمح لهم الظروف المادية قضاء العطلة الصيفية في المناطق الساحلية والجبلية وهو خيار الغالبية العظمى من الشعب الذين يتقشفون على طول السنة لتوفير بعض المال لإسعاد أطفالهم في العطلة الصيفية ، نجد فئات أخرى من البورجوازيين الذين يعيشون البذخ والثراء الفاحش ، يقضون عطلهم خارج أرض الوطن ويساهمون في صرف أموال دافعي الضرائب لغيرنا … كما أن هناك فئة صامتة لم تتذوق طعم العطلة الصيفية ومكتوب عليها الشقاء إلى اجل غير مسمى . حالة الطفل يوسف الذي لم يتجاوز عمره عشر سنوات، التقيت به منهمكا في احد الحقول منهمكا بجمع ” الببوش “ ، غادر مقاعد الدراسة وانخرط مبكرا في سوق العمل لمساعدة والدته التي تعيل خمسة أطفال . فهذا الطفل لم يسبق له وأن رأى البحر إلا في الكتب المدرسية ، كما أن آثار الأعمال الشاقة وقسوة الحياة بادية عليه ، فهو يعمل منذ طلوع الفجر حتى تتوسط الشمس كبد السماء ، ليعود ببعض الدراهم لوالدته ، يصرفون القليل منها ويخبئون البعض الآخر، للموسم الدراسي المقبل لشراء كتب وملابس جديدة . نماذج يوسف كثر في مجتمعنا حيث الفقر المذقع يدفع الكثير من الأطفال إلى العمل والحرمان من حلاوة العطلة الصيفية ، فغالبا ما نصادفهم يبيعون الديطاي ” السجائر بالتقسيط ” المرطبات ، كلينيكس …. يوزعون ابتسامات على الزبون عل قلوبهم ترق ويشتروا منهم بعض مايبيعون . حلم يوسف وإيمانه بالمستقبل زاده إصرارا على المضي قدما حتى يحقق مناه المتمثل في الحفاظ على الكرامة وعدم مد اليد للآخرين .