بقلم : مصطفى الوردي [email protected] لم تكد تمر إلا أياما معدودة على انتهاك حرمة مقبرة بسلا من طرف وحوش آدمية من خلال عملهم على انتشال جثة فتاة توفيت نتيجة مرض عضال وممارسة الجنس عليها بوحشية ووقاحة ، حتى تكرر المشهد مرة ثانية بمقبرة أخرى بمدينة تطوان ، حيث تم انتشال جثة فتاة عذراء في السادسة عشرة من عمرها واغتصابها والتمثيل بجتثها . إن المسالة لايجب أن تمر مرور الكرام مادام الأمر يتعلق بقبور المسلمين والتي يجب أن تبقى متمتعة بالهيبة والحرمة لكونها بيوتا للأموات . إن ما أقدم عليه هؤلاء الوحوش الآدمية جريمة لاتغتفر ويجب أن تتخذ في حقهم أقصى العقوبات حتى يكونوا عبرة لغيرهم ولا يجب خلق الأعذار لهم . فغالبا ماتكون أسباب إقدام أمثال هؤلاء الحثالة على هذا السلوك لها علاقة بالمخدرات والخمر التي تفقدتهم رشدهم ليقدموا على ماقاموا به . من جهة ثانية ظاهرة انتهاك حرمة القبور ليست وليدة اليوم وهي في تصاعد مستمر وهذا كله نتيجة الإهمال واللامبالاة وعدم العمل على تخصيص حراس لها في بعض الأماكن الشيء الذي يشجع على انتشار هذه السلوكات الشاذة والتي بدأت تتصاعد في العقود الأخيرة من قبيل اتخاذها من طرف المتشردين والسكارى مرتعا خصبا لتناول المخدرات والخمور وممارسة الرذيلة حيث كثيرا مانلحظ قارورات الخمر والجعة منتشرة بها وكذا بقايا السجائر والفضلات ، بل الأمر تعدى ذلك إلى كون البعض اتخذها مكانا لممارسة الشعوذة جهارا ومكانا لتزويج العوانس عن طريق ربط بعضهن ملابسهن الداخلية بغصن شجرة تكون قريبة من المقبرة و ……. كما أن جوانب المقبرة أضحت فضاء محببا لإلتقاء العشاق و تربص اللصوص بالأشخاص الذين يزورون موتاهم وعملهم على سلبهم مابحوزتهم . مقارنة بسيطة بين قبورنا وقبور أصحاب الديانات الأخرى تبين الفرق الكبير حيث نجد قبورهم تتمتع بالحرمة والهيبة والعناية اللازمة ….. إن مايحدث لقبور المسلمين يطرح أكثر من علامة استفهام من قبيل ما سر عدم تخصيص السلطة لحراس لبعض المقابر على طول اليوم ؟ وهل التعدي على حرمات القبور من طرف المشعوذين عن طريق النبش فيها راجع إلى عجز الطب إلى الوصول لعلاج للأمراض النفسية ؟ أم الأمر يتعلق بتجاهلنا أو جهلنا بتعاليم الدين والانغماس في شرارة الجهل والإيمان بالشعوذة والتي أصبحت للأسف أسلوب العديد من الأسر ؟. إن مايحصل لمقابر المسلمين بين الفينة والأخرى من قبيل هذه السلوكات الصادمة التي هزت مشاعر المسلمين و التي أقدم عليها هؤلاء الشبان بممارسة الجنس على الجثتين والتمثيل بهما يدق ناقوس الخطر ويدعو إلى تظافر الجهود خاصة من طرف الجماعات المحلية والسلطة المحلية ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لإيجاد حلول مستعجلة والعمل على الحد من هذه السلوكات الشاذة ورد الاعتبار لحرمتها وعدم التساهل مع من ينتهك حرمتها خصوصا وان ديننا الإسلامي واضح في تعامله مع هذه المسالة من خلال تأكيده على حرمة القبر باعتباره بيت المسلم الميت الذي يجب أن يقرأ السلام أثناء زيارته ولا يترك عليه شيء من النجاسات ولايوطا ولايداس .