عبد الله كموني [email protected] وعبد الوهاب برومي [email protected] 1- مشاركة الريفيين في الحرب الأهلية الإسبانية وأسبابها التاريخية أقلت الطائرة الإنجليزية “التنين السريع” الجنرال فرانسيسكو فرانكو رئيس المنطقة العسكرية بجزر الخالدات من مجال قيادته إلى أكادير ثم إلى الدارالبيضاء وأخيراً إلى تطوان، بعد أن هيأها له أصدقاؤه من كبار الضباط المقيمين بجانب حكومة اليسار داخل التراب الإسباني، بحجة القيام بجولة حادل التراب المغربي. وفي تطوان وبتاريخ 19 يوليوز من سنة 1936 التقى الجنرال فرانكو بالخليفة مولاي المهدي وبرفقته المقيم العام الإسباني فاريلا varella وكشفا لهما عن نيتهما تغيير النظام القائم بإسبانيا وأنهما في حاجة ماسة للمقاتلين من الريف للقضاء على نظام الكفر والإلحاد بإسبانيا. عندئذ قام عملاء إسبانيا بتعبئة المجتمع الريفي وتحريضه وتشجيعه ليجاهد الملاحدة، فضلا عن خنق وضعيته الاقتصادية ومحاصرته بسن قوانين مجحفة في حقه للدفع به إلى اختيار وضعية التجنيد للمشاركة في الحرب الأهلية الإسبانية ليسلم من وضعيته المزرية. مما جعل الريفي يجد نفسه مدفوعاً إلى حرب لا تعنيه ولا تهمه في شيء. لقد نجحت سياسة تجويع أهالي الريف وتأزيم وضعيتهم الاجتماعية والصحية في الدفع بهم في الحرب الأهلية الإسبانية، وعليه يمكن حصر هذه الوضعية الخانقة وسياسة التجويع التي سلكها فرانكو وأعيانه في الريف، فيما يلي : أ- سياسة التجويع والتي كان منها فرض ضرائب باهضة على كل ما ينتج من المواد الفلاحية سواء تعلق الأمر بشجرة مثمرة أو تربية مواشي أو دواجن أو غير ذلك. ب- انتشار الأمراض مثل مرض التيفوس والجدري والسول. مما جعل جيش فرانكو يستغل هذه الوضعية ويشترط الانخراط في الجيش للاستفادة من التلقيح والدواء. ت- مصادرة الأراضي لأهل الريف باستثناء أراضي المشاركين في الحرب أو أراضي عائلاتهم، مما دفع كثيراً من العائلات للدفع بأبنائهم الصغار للمشاركة في الحرب الأهلية حفاظاً على أراضيهم، مصدر عيشهم. ث- الإفلات من العقوبات والأحكام القضائية الصادرة في حق أهالي الريف مما جعل كثيراً من الشباب والأطفال يندفعون للانخراط في الجيش الإسباني لحماية أنفسهم أو أحد أفراد عائلاتهم. وموازاة مع سياسة التجويع والتضييق والمصادرة للفئة العريضة من ساكنة الريف، سلك فرانكو سياسة الإغراء والوعود الكاذبة لأعيان الريف وشيوخ القبائل، إذ وعدهم بالاستقلال الذاتي للريف، وهذا ما أكده المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي في بعض وثائقه1 والتي اعتبر فيها فرانكو العدو اللدود للريف بسبب تضييقه على ساكنة الريف وتجويعهم وفرض ضرائب باهضة على ممتلكاتهم. ومن وعود فرانكو لأهل الريف للدفع بهم للانخراط في جيشه – حسب ما جاء في وثائق لمحمد بن عبد الكريم الخطابي2 – إحداث بيت بالقاهرة يستقبل طلبة الريف لمتابعة الدراسة، ولكن سرعان ما تبخرت وعود فرانكو وحرمت طلبة الريف من الإعانة المالية والإيواء لمتابعة الدراسة. وبجانب سياسة التجويع والإغراء والوعود الكاذبة، ظهر فرانكو بمظهر المحترم والمشجع على أداء الواجبات الدينية فقد كان يرسل أثناء الحرب مجموعات من مسلمي الريف لأداء فريضة الحج. وبسبب مثل هذا الموقف لفرانكو وتشجيعه على التمسك بالشعائر الدينية، روج عملاؤه في الريف أن فرانكو رجل مسلم، ولقد رآه الناس وهو يؤدي فريضة الحج بمكة، ولقبوه بالحاج فرانكو. لقد نجحت سياسة فرانكو في تجييش أهل الريف للمشاركة في الحرب الأهلية، ووفقاً لإحصائيات المؤرخين الإسبان فإن عدد المشاركين من الريف في الحرب الأهلية الإسبانية يقدر ب 62271 ريفي3 من بينهم 63 ألفاً مجهولي المصير، و10 آلاف طفل تقل أعمارهم عن 12 سنة. ولقد كانت مليلية المنطقة الأولى للمناوشات بين الانقلابين وأنصار حكومة اليسار سنة 1936 التي شارك فيها أحد مستجوبينا أرهوان عبد السلام البوغافري وكان له دور فعال في محاصرة كابتن مولا قبل أن ينطلق إلى فكتوريا وأبيدو تحت قيادة القبطان كاباييخا والذي رقاه فرانكو فيما بعد إلى رتبه جنرال. 2- جداول مواصفات عينة من الريفيين في جيش فرانكو من خلال كناش عسكري إسباني لائحة باسم بعض الشيوخ المشاركين لائحة باسم أشخاص مختلفي الأعمار لائحة باسم الأطفال أقل من 12 سنةقلأقل من قلأقل من لائحة باسم بعض الشباب المشارك لائحة باسم بعض الشيوخ لائحة باسم الأطفال أقل من 12 سنةقلأقل من