/محمد سالكة محمد علالي سعيد قدوري بكوري عبد الجليل لفظ شاب أنفاسه الأخيرة غرقا برأس الماء مساء اليوم الأحد 07 شتنبر 2014، بعدما قفز من أعلى صخور "لالة جنادة" والمعروفة محليا ب"ليروشي". وينحدر الغريق من قرية أركمان، ويعمل موظفا بإحدى الإدارات العمومية بمدينة الناظور، يبلغ من العمر 40 سنة قيد حياته. فبعدما لاحظ كل من كان بالمكان، رجلا يرفع يده طلبا للنجدة، تدخل مجموعة من الشباب قصد إنقاذ الغريق، فأفلحوا في إخراجه من الماء، كل ذلك في ظل غياب تام لعناصر الوقاية المدنية، هذه الأخيرة حلت محلها مجهودات شبان حاولوا إنعاش تنفس الشاب الغريق. وربط فاعلون الاتصال بالرقم 15 الخاص بالوقاية المدنية، فأحالهم الخط على أقرب نقطة والتي هي السعيدية، هذه الأخيرة طلبت منهم أن يتصلوا بالوقاية المدنية لزايو، مما شكل لديهم مفاجئة غير سارة، ليربطوا معها الاتصال بالدرك الملكي، والذي لم يرد على مكالمتهم نهائيا. وبعد مرور مدة زمنية ليست بالقصيرة، حل بعض معلمي السباحة بالمكان، ليأخذوا الشاب على متن سيارة إسعاف تابعة لبلدية رأس الماء، صوب المستشفى الإقليمي ببركان، ليلفظ أنفاسه قبل وصوله إليه. هذا الحادث المأساوي أعاد إلى الأذهان غياب شروط السباحة الآمنة برأس الماء، حيث غياب مركز للوقاية المدنية بالمدينة، وغياب مستشفى يتوفر على أبسط شروط الإنجاد، كما أن المكان يغيب فيه معلمي السباحة، رغم أنه يشهد حالات غرق متكررة على مدار السنة. وكان من اللازم أن يتم الإستفسار عن سبب غياب الوقاية بالمكان، فتمت الإجابة بشكل سخيف، حيث أن الوقاية المدنية تنتشر على طول الشواطئ الرملية فقط. ليتساءل ذات الفاعلين؛ كيف لمكان يشهد توافد أزيد من 5 آلاف شخص يوميا خلال فصل الصيف أن يحرم من الأمان؟ غرق الشاب خلف استياء واسعا لدى كل من عاين ظروف الحادث المؤلم، وعاين استهتار المسؤولين بحياة المواطنين هناك، واستغرب الكل ليستفسر عن دور الجماعات المحلية في العمل على توفير المستشفيات وحمل أصحاب القرار على تثبيت مركز يسهل عملية التدخل لإنقاذ السابحين بصخور "لالة جنادة". هؤلاء المسؤولين المنتخبين يحاولون رفع شكاية ضد شباب الحراك الشعبي، فقط لأنهم طالبوا بتحسين الوضعية الاجتماعية لرأس الماء، وتوفير شروط حياة كريمة لأبناء شاطئ النوارس. إنه حقا منظر مؤلم.. أصبح من اللازم على منتخبي رأس الماء أن يغيروا عقليتهم، ولا يشتغلوا فقط على منح رخص مقالع الرمال للمقربين، بل عليهم اتقاء الله في ناس قصدوا رأس الماء للترويح عن النفس. لا يسعنا في أريفينو إلا أن نترحم على الشاب ونسأل الله أن يغفر له خطاياه، وأن يلهم أهله جميل الصبر والسلوان، إن لله وإنا إليه راجعون. تعليق