تصدرت الرواية التي بين أيديكم للكاتب المغربي مصطفى الحمداوي لائحة الثلاثين لجائزة أكيودي وكانت أهلاً للصدارة و لأن تقدمَها دار أكيودي للثقافة باقة من الزهر والإمتاع للقارئ العربي . هي رواية تمكين الجمال بكل معنى الكلمة ، لوحة فنية غنية بتفاصيل تكاد تنطق، يتراءى للقارئ وكأنه يرى صور الشخصيات، انفعالاتها، تساؤلاتها وحتى حزنها الداخلي بلغة سلسة محببة تخلت عن ثقل التلاعب اللغوي البلاغي تنساب كالهواء إلى رئتي القارئ فيتنفس فيها ما يشفي غليل انتظاره وتوقه لعوالم يريد كلٌّ منا سبر أغوارها. (أهكذا هو الموت) يقول الكاتب مصطفى الحمداوي على لسان إحدى شخصياته، وكأنه بسؤاله هذا يبحث عن ماهية الحياة ويحاول انتشالها من مزيج العيش حيث يتداخل الضدان: الموت والحياة، الصخب والسكون، الانتظار والتخلّي، الواقعي والمجرد. و من الجدير بالقول والتأكيد أن ما يزفه الكاتب لكم في هذا العمل الروائي الاحترافي على صعيد الشخصيات والحبكة والتفاصيل والطرح هو كل ما ينتظره القارئ من الروائي: الإمتاع، المعرفة، وفي النهاية الإضافة الثرّة وسيجده حتماً بين دفتي رواية قيّمة كهذه. أخيراً نود القول أن ما يحدث في رواية ( يحدث في الظلام) هو النور، النور الذي يجعل القارئ يعيد النظر بمفاهيم كان يظن أنها من المسلمَات ويسلّم لصفحاتها توقه للأجمل منذ الصفحة الأولى إلى نهاية المسك . تعليق