غرقت باخرة صيد تدعى “شعيب الكبير”، أول أمس الأحد، بعرض سواحل الناظور، بعدما انفجر محركها، ساعات قبل مغادرتها ميناء بني أنصار (12 كيلومترا شمال المدينة)، والتهمتها ألسنة النيران، وألقت ببقاياها إلى قاع البحر. وفتحت الفرقة الجنائية بسرية الدرك الملكي بالناظور تحقيقا موسعا، لبحث ملابسات اندلاع الحريق، الذي كبد أسطول الصيد الساحلي بالجهة الشمالية خسائر مادية، تفوق 800 مليون سنتيم. ووفق معطيات حصلت عليها “المغربية”، فإن التحريات الأولية لفرقة الدرك مع رئيس (الرايس) باخرة “شعيب الكبير”، ومع من كان على متنها من بحارة وتقنيين، أفضى إلى اكتشاف وجود خطأ بشري، قد يكون وراء الحادث. وحسب المعطيات المتاحة، فإن المستجوبين أكدوا للمحققين في القضية أن انفجارا قويا، على مستوى محرك الباخرة المنكوبة، سمع عند الثانية والنصف صباحا، أعقبه لهيب للنيران، أتى في البداية على الجزء الخلفي للباخرة. وقاد بحث المصالح المختصة إلى طرح فرضية التركيب المعيب لمحرك الباخرة، الذي جدد أسابيع فقط قبل وقوع الحريق، واحتمال أن يكون سببا مباشرا في غرق باخرة “شعيب الكبير”. ونفى محمد أبركان، رئيس غرفة الصيد البحري بالناظور، أن يكون غرق باخرة “شعيب الكبير”، بعدما التهمتها النيران من كل الجوانب، خلف ضحايا في الأرواح، باستثناء حروق من الدرجة الثانية، أصيب بها “رايس” البحارة. وقال أبركان، في تصريح ل”المغربية”، إن “طلب ربان الباخرة المنكوبة للنجدة جعل قوارب صيد، كانت بالقرب منه، تسارع إلى إنقاذ حياة البحارة من موت محقق، قبل أن تلتحق بها زوارق الإنقاذ، التابعة للبحرية الملكية، والدرك الملكي”. وعبرت مصادر مهنية عن استغرابها مما وصفته ب”تقاعس” أطقم الإنقاذ الحكومية المتخصصة، في الاستجابة لطلبات النجدة المتكررة لربان الباخرة المنكوبة، على الموجة اللاسلكية 16، رغم وجود قواتها في حالة استنفار، على خلفية ملاحقة فلول شبكة (موحامد) لتهريب المخدرات، أخيرا، في سواحل الناظور. وذكرت المصادر نفسها أن طاقمي سفينة صيد تابعة لرئيس غرفة الصيد بالناظور، وسفينة لنقل الركاب، فشلا، رغم انضمامهما إلى فرق إغاثة متطوعة وحكومية، في إخماد حريق “شعيب الكبير”، الذي دام أكثر من 6 ساعات. في سياق متصل، علمت “المغربية” أن مندوب وزارة الصيد البحري طمأن مهنيي الصيد الساحلي بالناظور، بالضغط من أجل البحث في أسباب تأخر وصول فرق الإنقاذ الرسمية إلى موقع الحادث، قبل هلاك باخرة “شعيب الكبير”، في محاولة لامتصاص غضبهم. وأوضحت المصادر أن مالك”شعيب الكبير” قدم، رفقة مسؤوله التقني (مكانيكي)، ظهر أمس الاثنين، توضيحات بخصوص هذه الواقعة إلى مصلحة الحوادث بمندوبية الصيد المذكورة، قبل رفع التقرير النهائي إلى الوزارة الوصية. باخرة “شعيب الكبير” صاحب الباخرة: محمد بلقريا الجنسية: مغربية نوع الباخرة: من البواخر الفولاذية تاريخ التصنيع: 2005 الطول: 25.63 مترا العرض: 6.50 أمتار نسبة المخاطر: في حدود 5 في المائة النهاية: 18/01/09 بسواحل الناظور مصرع 31 شخصا في 343 حادثا بحريا عرفت سنة 2008 تسجيل 57 حريقا من النوع، الذي تعرضت له الباخرة بسواحل الناضور، فيما بلغ عدد الحوادث البحرية، التي شهدتها المياه المغربية خلال 11 شهرا (بين يناير ونونبر 2008)، 343 حادثا، همت 327 وحدة صيد (95 في المائة)، و13 مركبا ترفيهيا (4 في المائة)، و3 سفن تجارية (1 في المائة). وحسب إحصائيات لقطاع الصيد البحري، فإن عدد الأشخاص الذين فقدوا، ولقوا حتفهم خلال هذه الحوادث، بلغ 31 شخصا، منهم 18 بحارا في الصيد التقليدي (58 في المائة)، و11 بحارا في الصيد الساحلي (36 في المائة)، وشخصان كانا في مراكب الترفيه (6 في المائة). وأوضحت الإحصائيات أنه جرى إنقاذ 376 شخصا، منهم 214 بحارا (57 في المائة)، و135 بحارا في السفن التجارية (36 في المائة)، و27 شخصا في مراكب الترفيه (7 في المائة). الرباط: محمد سليكي | المغربية فيديو : سعيد شرامطي