عليك ان تعرف ان مفهوم السلطة قد تغير يا هذا؟ محمد فارس/اسبانيا بالامس القريب فقط, رغم ان وزارة الداخلية كان على راسها وزير قوي لا اعاد الله ايامه على المغاربة, كان المنتخبون يصولون و يجولون داخل النفوذ الترابي لجماعاتهم القروية و الحضرية, يتصرفون كما يحلو لهم في الميزانيات و الاعتمادات من فصل الى آخر, يفوتون ما يريدون و ينزعون الملكيات الخاصة من ذويها باسم المصلحةو يعتنون بالدوائر الانتخابية التابعة لهم و يهمشون الاخرى باعتبار انها دوائر المعارضة.المنتخبون كانوا احرارا يتحكمون في رقاب العباد و اموالهم,يدخلون بنايات الجماعة ضامرين و يخرجون منها و قد انتفخت بطونهم واحمرت وجوههم ليس من فرط الخجل و انما من كثرة ما التهموا من ميزانيات. كان بعض الرؤساء يتركون التعمير و رخص البناء لبيادقهم و اذونات صرف البنزين و قطع الغير الى غير ذلك لمن يساندونهم في التصويت على فضائحهم عند حلول الدورات و تمرير الحساب الاداريو اما السادة الرؤساء فانهم كان يلعبون على الكبير , على الوجبات الدسمة اي المضاربات العقارية.العقار الذي يكسب الملايين و يلقون ببعض الفتات الى بعض رجال السلطة الذين بين قوسين يميكون اي دير عين ميكة. كما قال عادل امام في مسرحية الزعيم …..الرايس يلهط على طول. خربت ميزانيات , واقتسمت املاك كثيرةو المواطن البسيط الكادح نائم في العسل.بل احسن ان نقول منوم في العسل, المواطن المسكين كان ياخذ بين الفينة و الاخرى جرعة مخذر قوي المفعول حتى يبقى مسطولا لا يقوى على التفكير , لانه اذا استفاق و بدا في المحاسبة ستكون النتائج جذ وخيمة و بل ستكون كالنار التي قد تحرق كل شيء و قد تاتي على الاخظر و اليابس.نعم قاموا بتنويم المواطنين, و هم ياخذون الجرعات تلو الاخرى ليستفيقوا اكثر و لينهبوا اكثرو لان السارق متى يسرق عندما يكون الناس نياما ليلا.نام بل نوموا المواطن, و منهم من نهب الرمال من سواحلنا الريفية العزيزة و باعها للعدو, من نهب العقارات, من قام بتقسيمة الاراضي و اصبح من اصحاب التجزآت و من هرب الاموال الى الخارج و اصبح من ذوي الارصدة السمينة في الخارج و من ..و من,,,,و من.السؤال المطروح بعد كل هذا؟ اين كانت السلطة عندما قسم المغرب الى بلاد السيبة و بلاد المخزن؟الجواب بسيط للغاية,كانت موجودة في كلا المغربين ,في بلاد المخزن و في بلاد السيبة,كانت السلطة موجودة في المغرب النافع و الغير النافع و ما بينهما.غير انه كان هناك قانون يسري على الجميع و هو قانون الغاب ,القوي ياكل الضعيف. انتهى زمن العبث و اللعب و نفس الرؤساء الذين كانوا بالامس القريب عادوا ثانية ليستاسدوا و يستنسروا ,ظانين ان الاحوال بقيت كما كانت في الماضي, و انهم سيعودون ثانية الى افعالهم الغير بريئة,لكنهم في غفلة منهم, ربما سهوا,ربما جهلا منهم , نسوا ان المغرب قد تغير وان السلطة عادت لتمارس مهامها المنوطة بها,ان المخزن قد تعرض لعملية تطهير كبيرة خرج منه اذيال البصري اصدقاء الامس الذين كانوا يحمون ظهورهم و يمدونهم بالقوة الكافية لممارسة السلطة التي كانت حينذاك سلطة المنتخبين و ليس سلطة السلطة ,المتربعة على الكراسي الوثيرة و هي تتفرج على المسرحية البلهاء التي كانوا هم ابطالها و مخرجيها و مؤلفيها. ها نحن نعيش الهعد الجديد عهد ما لقيصر لقيصر و ما لله لله,عهد الي فرط اكرط,عهد الى عندك شي معقول حضروا,عهد السلطة هي السلطة و المنتخب هو المنتخب.لقد مضى زمن الخوف ,خوف رجال السلطة من المنتخبين و ترك مساحات كبيرة لهم ليفعلوا ما يحلوا لهم,و ليعربدوا كما ارادوا.العهد الجديد هو عهد اعادة الامور الى نصابها,عهد المنتخب يجب ان يصرف درهم الشعب في ما يعود بالنفع على الشعب,عهد تفضيل المصلحة العامة و لا مكان للمصلحة الخاصة و السلطة فوقهم لتلعب دور المراقب. هذا ما جعل اليوم بعض الرؤساء يدخلون في صراع مع بعض رجال السلطة, لانهم لم يكونوا مهيئين لهذه المرحلةو و لم يكونوا قد تعودوا على المحاسبة,و اصبحوا اليوم تحت هذه المراقبة كالطيور التي كانت حرة طليقة تفرض جناحيها محلقة مزقزقة و يوم و ظعت في القفص و حدت حريتها بدات في العربدة و ابداء الثورة و السخط حتى يتم اخراجها من القفص.قفص السلطة مهم جدا لكبح جماح الفراعنة, قفص السلطة مهم لبعض الغيلان حتى يطايحو كواريهم,جاء الملك المنصور بالله و في ظرف وجيز حول الناظور من شبه مدينة الى مدينة , و اعاد الاعتبار الى سكانها و مداشيرها و قراها حتى اصبح الصغير قبل الكبير , كلما راى صورة جلالته يصيح ….عاش الملك….عاش الملك . اصبحت تخرج هاتين الكلمتين من اعماق اعماق قلب المواطن الناظوري بكل صدق حبا في الملك ,مشوبة بالغبن و الحزن و لان جلالته هو من خلص و يخلص و سيخلص المواطن الناظوري من قبضة الوصوليين و الانتهازيين و المختلسين و من اختاروا طريق اللصوصية ونجحوا فيه ايما نجاح. ايها المنتخبون و استثني المنتخبات لعدة اعتبارات. كمال ليكم الدرا, تقاضى ليكم الطحين.العمل العمل من اراد ان ينجو من الزلزال الملكي.السهر على مصلحة المواطن الذي هو من رعايا صاحب الجلالة, لانه تحت حمايته المباشرة مهما كدبتم على انفسكمو لان للكعبة رب يحميها و للمواطن المغربي ملك يحميه.زمن الخزعبلات قد مضى وولى . و خوفكم من السلطة التي فتحت عينيها و اصبحت تراقبكم و تراقب حركات اصابعكم الخمسة لن تعميها رقصاتكم لانكم لا ترقصون مع ايقاع الموسيقى و لكنكم ترقصون قبلها و في الاخير ستحبط نواياكم و مخططاتكم و ستجدون انفسكم امام الواقع المر لكم و الحلو لنا كمواطنين , مر لكم قد انصرمت ست سنواتكم و ذهبت معها ريحكم و حلو لنا لاننا سنعيش العهد الجديد في بحبوحة العيش السعيد و في رغد و انتم تولون القهقرى تجرون اذيال فضيحتكم امام الصغير و الكبير و الاطفال الصغار يشيرون باصابعهم اتجاهكم وهم يقولون انظروا ماذا فعل بهم الزمان , لقد كانوا بسيرون شاننا و اخذوا غلتنا و خرجوا عن ملتنا و ملت اجدادنا