كان مقر جمعية ماسينيسا الثقافية بطنجة، عشية يوم أمس الخميس فاتح يوليوز 2010، مع حدث تاريخي متميز، اذ تشرف بان استقبل بين جنباته الفنان والمناضل الريفي الأمازيغي الكبير بوجمعة أزحاف (تواتون)، الذي قام بزيارة مجاملة وتواصل لمقر جمعية ماسينيسا الثقافية بطنجة، مباشرة بعد أن حط الرحال بأرض الوطن بعد غياب مرضي طويل تابع تفاصيله كل محبي شخص بوجمعة وعشاق فنه والمؤمنين بنضاله، وقد كان مرفوقا بأفراد أسرته الصغيرة، رفيقة دربه النضالي وعضده في محنته، السيدة زوجته كريمة، وطفليهما. زيارة بوجمعة تواتون لمقر جمعية ماسينيسا الثقافية بطنجة، أجمع كل منتسبيها من أعضاء المكتب التنفيذي والمجلس الاداري ومنخرطين، وكذا عموم المتعاطفين مع مسار الجمعية النضالي، الذين غصت بهم جنبات المقر، اجمعوا كلهم على اعتبارها زيارة تاريخية بكل ما للكلمة من دلالات حقيقية، اذ يعتبر بوجمعة احد الآباء المؤسسين لجمعية ماسينيسا، وأحد بناة أمجادها النضالية، أيام إقامته بطنجة، في عز سنوات الرصاص الثقافي و”الهلوكوست” الذي كانت تتعرض له الأمازيغية، كما أن لبوجمعة تواتون علاقة حميمية وخاصة جدا بجمعية ماسينيسا الثقافية بطنجة، علاقة شبعها النضال دفاعا عن الوجود الإنساني الأمازيغي، وركزها الإيمان بعدالة القضية وحتمية رد الاعتبار والتمكين لهذا الوجود، اذ أن بوجمعة هو احد أبناء ماسينيسا كما هو في نفس الوقت احد بناتها. لقاء بوجمعة بمنخرطي الجمعية تميز بكونه جرى في أجواء انسانية نضالية حميمية جدا، تبادل فيها ضيف ماسينيسا الكبير أطراف الحديث مع جيلين من أبناء ماسينيسا ومنتسبيها، جيل الآباء المؤسسون، وجيل الشباب الفاعل الجديد، الحديث مع الجيل الأول قاد الجميع في رحلة رائعة لزمن النضال الجماعي دفاعا عن الأمازيغية في كل أبعادها كقضية وطنية تحالف أعدائها وخصوم خطابها الاديولوجيين على إطفاء شموع مناضليها في طريقهم نحو التحرر والانعتاق من الاستبداد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، بينما راهن ايمازيغن أمثال بوجمعة تواتون ومناضلي ماسينيسا على كسب التحدي الأبدي: “الحق يعلي ولا يعلى عليه”، أما حديث الفنان بوجمعة مع الجيل الجديد من الفاعلين الشباب بالجمعية فكان عبارة عن عصارة تجربة جيل بأكمله، بما حملته من دعم معنوي لهم لمواصلة: “النضال من اجل الأمازيغية، بكل أبعادها وتجلياتها لأنه نضال من اجل الإنسانية” هذا وقد تميز هذا اللقاء بالكلمة التي ألقاها الفنان المناضل الكبير بوجمعة تواتون، التي عبر فيها عن شكره وامتنانه لجمعية ماسينيسا ومنتسبيها على حسن الاستقبال وعفويته، كما عن دعمها وتعاطفها المعنوي، ومؤازرتها له في محنته، كما جدد دعمه لها في نضالها من اجل تحقيق “الأهداف التي نناضل من أجلها جميعا”، وعبر عن ارتياحه لنجاح الجمعية في انتزاع حق رفع العلم الأمازيغي خارج مقرها (كان بوجمعة من أول المتصلين المتضامنين مع الجمعية إبان حادث احتجاز العلم الأمازيغي واعتقال نائب رئيسها)، كما عبر عن سروره وغبطته بقدرة الجمعية على الاستمرار والنضال بنفس القناعات ونفس قوة الإيمان، دون انحراف ولا تنازل، كما أشاد بقدرة الجمعية الدائمة على تجديد وتوسيع قاعدتها الجماهيرية وتشبيبها، كما تمنى باسم الجميع أن تتحقق مطالب مناضلي الحركة الأمازيغية بفضل قوة الإيمان بعدالة هذا القضية وبفضل لحمة ومبدئية مناضلي الحركة، وفي كلمته بالمناسبة، عبر السيد عبد السلام بلخدة، رئيس الجمعية باسم كافة منخرطي ومنخرطات الجمعية، عن جزيل شكر جمعية ماسينيسا وعظيم امتنانها للفنان والمناضل الكبير بوجمعة أزحاف ( تواتون) الذي شرف الجمعية بهذا المبادرة المتميزة التي تنم عن حس إنساني مرهف، وحس نضالي لا يضاهى، زيارة اقل ما يقال عنا ما عبر عنه احد شباب الجمعية عندما توجه بالحديث لضيف الجمعية الكبير: ” إن زيارتك للجمعية تكريم تاريخي لها، فقد كرمتها وأنت الذي كنت ولازلت محل تكريم الكل”، ومن هذا المنطلق سيبقى يوم فاتح يوليوز 2010، وزيارة بوجمعة وأفراد أسرته الكريمة لجمعية ماسينيسا الثقافية بطنجة محطة تاريخية تسجل بمداد الاعتزاز في سجل الجمعية وذاكرة مناضليها.